«الجزيرة» - المحليات:
أكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على سعي الجامعة الجاد لتحقيق رؤية وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله - القائمة على تمثل منهج التوسط والاعتدال والإسهام في سيادة الأمن والسلام في كافة أقطار العالم من خلال الدعوة للتعايش والحوار بالحسنى، وبين معاليه أن ما تقوم به الجامعة ممثلة بكرسي حوار الحضارات المقام بالشراكة مع جامعة السوربون باريس1 تمليه مكانة الجامعة ورسالتها العالمية باعتبارها جامعة وطنية ذات رسالة عالمية، ترتكز على المبادئ الرئيسة التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزير، لاسيما وأنه - رحمه الله - واضع اللبنة الأولى للجامعة.
وشدد معاليه في الكلمة التي القاها في ختام البرنامج التدريبي الذي اقامه كرسي حوار الحضارات بباريس بعنوان "أسس ومبادئ وتطبيقات الاتصال من أجل التعايش الإنساني ونبذ الكراهية" خلال المدة 16- 18 محرم 1438هـ، على أن مما يعول فيه على أساتذة الجامعات والنخب الجامعية هو التعامل الإيجابي مع متغيرات العصر وإخضاع العلاقة مع الآخر للنظرات الموضوعية التي تأخذ في الاعتبار المصالح والمفاسد وتستشرف الآفاق لما فيه مصلحة الدين والوطن وتحقيق تطلعات ولاة الأمر وما يسهم في تحقيق المصالح الإنسانية.
وشدد معالي الدكتور أبا الخيل على أهمية ترجمة ما قدم في البرنامج لنرى آثارها على المجتمعات، مضيفاً: إننا نحتاج أن نبين المنهج الصحيح الذي تسير عليه المملكة ليعلم العالم ان الدين الإسلامي دين يقوم على نبذ التطرّف والإرهاب والغُلو وأن هذا البرنامج التدريبي الذي نحضر اختتام فعالياته اليوم دليل على ما تقوم به الجامعة لدعم رسالة المملكة ولذا فهي دائما ما تجد التأييد والمؤازرة والمباركة من ولاة امرنا حفظهم الله جميعاً
وقال معاليه: إذا كنا اليوم نختتم هذا النشاط الذي ينظمه كرسي حوار الحضارات فإننا سندشن الأسبوع القادم كرسياً آخر في جامعة بولونيا بإيطاليا باسم كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية وأكد أن هذه الخطوات لها دلالة عميقة، تشير إلى ان دولتنا بمؤسساتها التعليمية والبحثية تسعى إلى إثراء العالم بالمعارف والخبرات وتعزيز السلم والسلام، وأضاف: هذا البرنامج التدريبي سيعقبه عدة برامج في شكل ندوات ودورات متعددة في مفاهيمها ورسالتها ورؤيتها في جامعة الامام وجامعة السوربون باريس، وذلك تفعيلا لرسالة الكرسي وأهدافه.
واستطرد: إن جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية أوفت بالمستحقات المالية المترتبة عليها لتمويل كرسي حوار الحضارات، حيث تم إيداع الدفعات المستحقة على الجامعة في حساب الكرسي، متطلعا إلى أن يرى الجميع ثمار هذا التمويل واضحاً في نشاطات الكرسي العلمية والبحثية. وأردف معاليه بالتأكيد على ضرورة أن تنعكس المعارف والخبرات التي تلقاها المتدربون على تفاعلهم في مجال الحوار والدعوة إلى التعايش في الأوساط المحلية والدولية التي يتعاملون فيها.
ووجه معاليه في ختام كلمته الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ولسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولسمو وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان -حفظهم الله جميعا- على ما تجده الجامعة وبرامجها المحلية والدولية من تقدير ودعم لا محدود، مبيناً أن موافقة المقام السامي الكريم على رعايته لهذا البرنامج التدريبي اكبر دلالة على تقدير القيادة الرشيدة للجامعة وتثمين مبادراتها الدولية.
كما قدم معالي الدكتور سليمان أبا الخيل شكره لمعالي سفير خادم الحرمين الشريفين بباريس الاستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري على جهوده في إنجاح اعمال الكرسي، كما قدم شكره وتقديره للقائمين على كرسي حوار الحضارات وعلى رأسهم رئيس اللجنة الإشرافية للكرسي سعادة الاستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ونائب رئيس مجلس كراسي البحث وأستاذ الكرسي الدكتور فليب بوتريا ومدير برنامج كراسي البحث المكلف الدكتور صالح بن زيد العزي على جهودهم في انجاز هذه الدورة.
وكان حفل ختام البرنامج التدريبي قد بدأ بكلمة لأستاذ الكرسي الدكتور فيليب بوتريا بين فيها أهدافه وفعالياته، مقدما الشكر لمعالي مدير الجامعة على رعايته لختام البرنامج، ثم ألقى رئيس اللجنة الإشرافية للكرسي كلمة شكر فيها معالي مدير الجامعة على ما وجده البرنامج التدريبي من اهتمام من معاليه، مبينا أن هذا البرنامج والندوة التي ستعقد في إطار الكرسي يدلان بجلاء على تواصل نجاحات برنامج كراسي البحث في جامعة الامام على المستويين المحلي والدولي، بعد ذلك ألقيت كلمة المشاركين في البرنامج ألقاها الدكتور علي بن يوسف الزهراني وكيل كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى شكر فيها القائمين على كرسي حوار الحضارات وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة الاستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل مثنياً على المبادرات الرائعة والنجاحات المتميزة التي تحققها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مؤكدا في الوقت نفسه على الفائدة الكبيرة التي جناها المشاركون في الدورة.
يذكر أن البرنامج الذي اختتم حضره عدد من قيادات الجامعات السعودية من الوكلاء والعمداء ورؤساء الأقسام الى جانب عدد من مسؤولي القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالاتصال بالآخر، وشملت عدة محاضرات تناولت أسس الاتصال الثقافي والحوار الحضاري ومبادئه ومهاراته، الى جانب تطبيقات عملية على وسائل التواصل الاجتماعي قدمتها الدكتور ليدا منصور من جامعة نانتير باريس 10، وتحديات الحوار مع الآخر: العنصرية نموذجاً، قدمتها الدكتور كارول رينايود، من جامعة سانتر، كما قدم الدكتور عبدالله بن موسى الطاير، مستشار معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا محاضرة حول موقف المملكة من الآخر، وعنايتها بتحقيق التعايش الإنساني وتعزيز السلم الدولي، وقدم الدكتور نيكولاس هوب من جامعة السوربون باريس1 محاضرة حول المتغيرات الدولية ذات العلاقة بالاتصال بالآخر، ودور الصحافة والإعلام في الحوار، واختتم البرنامج بحلقة تطبيقية حول الاتصال بالآخر، ودور النخب فيه: حلقة نقاش ونماذج واقعية، أدارها الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الرفاعي، عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأستاذ كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات.