فهد بن أحمد الصالح
سعدت كثيراً بعد اكثر من 50 عنواناً ومقالاً متنوعاً عن الشأن الرياضي العام وعلاقة الرياضة بالمجتمع وبعد مقال الأسبوع الماضي (الغياب الرسمي يزرع التعصب ويغذي الاحتقان) باتصال هاتفي مطول وشفاف وصريح ومقدر لما طرح في عدد من الموضوعات من المتحدث الرسمي والمشرف العام على الإدارة العامة للإعلام والنشر بالهيئة العامة للرياضة رجاء بن دخيل الله السلمي الحائز على جائزة زاهد قدسي لأفضل مذيع عام 2005م، وعلى المركز الثاني لأفضل مذيع سعودي في استفتاء أجرته صحيفة الحياة اللندنية عام 2009م ، وهو المهني الذي اختير لأربع مرات ضمن (100) إعلامي في العالم لترشيح الحائز على جائزة فرانس فوتبول الفرنسية 2007-2008-2009م - 2010م، والذي رأس عددا من اللجان الإعلامية لملتقيات ومؤتمرات ومنتديات تربوية واجتماعية وحاز على شهادات شكر وتقدير من جهات حكومية وأهلية متعددة، وهو الذي كرم مؤخراً بوسام الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في الحفل السنوي الذي نظمه الاتحاد في العاصمة عشق اباد برعاية الرئيس التركمانستاني وهو وسام التقدير الاسيوي الذي يعد ثاني اعلى تكريم يقدم للإعلامين والمهتمين والداعمين بعد وسام «اسبو» والذي يقدمه الاتحاد لرؤساء الدول والداعمين والشركاء.
وهذه السعادة ليس لأنها اتت بسبب مقال قد كتبته أو موضوع سبق وطرحته في الزاوية الرياضية والاجتماعية، ولكن تكمن سعادتي في أن هناك من يبحث عن التغيير للأفضل، وكذلك لأنه اتى من يريد تغيير الصورة وايضاح الحقيقة، وأن ما استمعت اليه لأكثر من 60 دقيقة من المتحدث الرسمي يجعلني أكثر اطمئنانا على الشأن الاجتماعي في الرياضة، فأنا لست صاحب ميول رياضي في كتاباتي وليس لي أجندة خاصة أسوقها أو أجاهد لأصل اليها الا ما يفيد المجتمع عامة لكي يصبح المحيط الرياضي وكل من له علاقة بالمشهد الشبابي اكثر مسؤولية اجتماعية تجاه وطنه ومواطنيه، فالرياضة ليست كرة قدم وفائزا وخاسرا، كذلك عرفت الكثير مما أجهل عما يدور في مصنع الرؤية الشبابية لعام 2030 وكذلك ما يخصها من برنامج التحول الوطني 2020 الذي لا ترغب الهيئة الرياضية في الافصاح عنه قبل اقراره وطرح مبادراتها التي تتجاوز 20 ثورة مجتمعية رياضية إن جاز التعبير وهذا له وجه حق نقدر التحفظ عليه، ولا يخفى على القارئ الكريم التغير الكامل لاستراتيجية واهداف ولوائح وانظمة الهيئة وصلاحياتها ومسؤولياتها عما كانت عليه ابان كونها رئاسة عامة للشباب والرياضة لضمان جو تنافسي رياضي كريم وتحقيق رياضة مجتمعية شاملة واستثنائية.
وأقدر كثيراً أن الهيئة لا تستطيع أن ترد أو تتفاعل مع كل ما يطرح لأنه كثير ومتنوع خاصة في ظل وجود قنوات مسموعة ومقروءة ومرئية غير ما يدور عبر شبكات التواصل المتنوعة وتواجد الهيئة الملاحظ حتى وإن كان غير كاف، والملف الصحفي في الوسط الرياضي مهتم أكثر بالرياضة وخاصة كرة القدم ولذا فإن الهيئة والإعلام في سجال دائم وفي تلك الحدود وقد يكون التواجد الملاحظ هنا، ولكن لابد أن تتضح الصورة للجميع في كل ما يكتب ولو على فترات من الزمن لأن ترك الرد يفاقم الضغط ويبعث على تكرار السؤال في أمور تهم الشباب والرياضة والمجتمع وهي غير كرة القدم وهذا هو موضوع الزاوية، وتطرق المتحدث الرسمي لأسباب غياب القيادات في الهيئة عن المشهد وأنها مشغولة بما تم الحديث عنه في شأن الرياضة المجتمعية واعداد لوائحها ومبادراتها لكي تصدر وفق تطلع القيادة والمواطنين فإن قدرنا ذلك فلا يمكن أن نقبل تواجد القيادي في مهمة عمل يسيرة جداً يستطيع غيره القيام بها حتى وإن سعت الهيئة إلى تواجد بعض قياداتها لبعض البرامج والفعاليات ولكن هذا غير كاف لأن المشاهد شخصية واحدة وإن كان الخبر والحضور لغيره وتقحم صورته سواء من المركز الإعلامي أو من الوسيلة الإعلامية فتفسر بالبيروقراطية وإن لم تكن موجودة.
ختاماً،, لأن الكاتب الصادق يبحث عن الحقيقة فقد اتفقت مع المتحدث الرسمي أن أكون من الذين يعملون على إبراز العطاءات الفاعلة من الهيئة والتعريف بها لأننا نسعى كمئات الكتاب في التركيز على الإيجابية واذابة السلبية، وهذا يستلزم التواصل الدائم بالمستجدات ولن ننقلها دون شك بالإنابة عن الهيئة ومتحدثها الرسمي ولكن نعرف بها وندعم تواجدها ونكمل نقصها ونؤكد على فائدتها وهذا هو الدور الواجب علينا تجاه العطاءات الوطنية وهو شيء مشاهد ولله الحمد في إعلامنا المتنوع، واتفقنا كذلك إلى إعادة صناعة التحفيز واستقطاب متطوعين فاعلين لقيادة الاتحادات الرياضية أو المساهمة مع تلك الاتحادات في استقطاب من يرغب في النفع العام وتزكية العمر والخبرة في أي من الهوايات الرياضية خاصة وأن أحد أهداف الرؤية زيادة عدد المتطوعين إلى مليون مواطن، والرياضة أحد محاضن التطوع الفاعلة، مع العمل على إبراز أدوار بيوت الشباب بحلتها الجديدة ومهنية التسويق لعضويتها، وضرورة وجود القيادات الشبابية في المشهد الرياضي والمجتمعي ليقتنع الوطن وأهله بالمستقبل الجديد الذي سيفرح به العامة مثلما فرحت به اثناء حديث المتحدث الرسمي رجاء السلمي وكم تنميت لو كانت آذان المهتمين معي ليشنفوا مسامعهم مثلي برؤية المستقبل.