محمد عبد الرزاق القشعمي
وقال عنه الدكتور إبراهيم التركي: «.. غير أن التعليم النظامي لا يمثل إلا الجزء الطافح من جبل الجليد المعرفي، ما أهله ليرأس تحرير (أصوات) زمناً، وليظل عضواً في مجالس إدارات الأندية والجمعيات المتخصصة في جازان والرياض والقاهرة ودمشق وأكسفورد وباريس، ورشح لجائزة (العويس) الثقافية، وحصل على درع التميز من جازان ومصر، وكرمه صالون غازي الثقافي العربي في القاهرة.
الرفاعي تجاوز ظروفه الشخصية ونأيه المكاني فقدم وتقدم، وبات مرجعاً في قضايا معرفية ملحة، مثلما تجاسر على موضوعات مشتبكة، وحين ناقش اسم مدينته فقد رد على القائلين إن (جازان) يشمل الوادي والمدينة، وقال: «أما علموا أن تغيير حركة في العربية يقلب المعنى رأساً على عقب فما بالك بتغير جذر المادة اللغوية للفظين يختلفان مدلولاً ومعنى وإن تقاربا في حروفهما.. فكيف تكون جازان التي مادتها اللغوية (جزن) وتعني الشدة والقوة والغلظة تتفق مع (جَوَز) التي تعني التجاوز والمرور.. » انتهى، ثم يؤكد أن جازان اسم الوادي وجيزان موقع للاستراحة.
صدر عنه كتاب في سلسلة المبدعين العرب (الصادر عن صالون غازي الثقافي العربي) للدكتورة فاطمة الصعيدي والأستاذ أحمد يحيى اللذين وسماه بـ(الموسوعي عاشق الجنوب)؛ ولا ضير عليه إن جهلناه؛ فهو ضريبة يدفعها من لم تستهوه فلاشات المصورين»(4).
ويذكر الباحث نايف كريري في بحثه أنه حصل على عديد من الجوائز وتم تكريمه محلياً وخليجياً وعربياً في عدد من المحافل، حيث حصل على شهادة شكر وتقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تقديراً منه على كتابه الحميني 1402هـ ومن الرئيس العام لرعاية الشباب بالرياض الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز تقديراً منه على نفس الكتاب، وحاز على جائزة الملك سلمان بن عبد العزيز لتاريخ الجزيرة العربية التي تنظمها دارة الملك عبد العزيز عام 2007م، وسُميت باسمه (جائزة الرفاعي للترجمة) التي أعلنها المعهد العالي للثقافة والعلوم والترجمة بجامعة 6 أكتوبر في 20 مارس 2007م تقديراً منه للجهود الكثيرة التي قدمها عبر بحوث عدة في قضايا التعريب في مؤتمرات علمية مختلفة وفي جمعيات وجامعات مصرية عديدة.
ورشح لجائزة سلطان العويس الثقافية بدولة الإمارات العربية سنة 1411هـ، ورشح أيضاً لجائزة مجلس التعاون الخليجي للتربية والعلوم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي سنة 1412هـ، وحصل على شهادة تقدير من حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية سنة 1420هـ لدوره في حفظ التراث العربي والإسلامي، ورشح لجائزة مؤسسة الكويت للإبداع العلمي 2007/2008م، هذا وقد اختير الرفاعي من ضمن أفضل عشرة علماء في اللغة العربية وآدابها على مستوى العالمين العربي والإسلامي من قِبل جامعة الدول العربية بالقاهرة، وكان التكريم على يد الأمين العام الجامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى، شهادة ودروع أثناء مؤتمر جمعية (لسان العرب) بالقاهرة سنة 2005م، كما حصل على جائزة مدينة الثقافة والعلوم والترجمة، ومن المعهد العالي للثقافة والعلوم والترجمة بجامعة 6 أكتوبر، كما كرم الرفاعي من قِبل اثنينية عبد المقصود خوجة الثقافية في جدة عام 1434هـ وذلك نظير إنجازاته البحثية وكتاباته الأدبية، كما كرمه الدكتور عمر با محسون في ثلوثيته بالرياض عام 1435هـ.
سألته قبل أن أودعه كيف ومتى يقرأ ويكتب؟ فقال: إن وقته كله لها عدا أربع أو خمس ساعات ينام فيها، وقال: إنه لا ينام إلا بعد صلاة الظهر، ويفضل أن يقرأ ويكتب وهو على فراشه رغم أن له مكتبة ومكتباً، ولكنه يرتاح على الفراش. وفراشه حيث ينام في مجلسه وعلى الأرض دون سرير. وفيه يستقبل ضيوفه.
وفي الختام يجب أن أشير إلى ولعه وتوثيقه للأدب الشعبي والفنون الشعبية لمنطقة جازان والذي نشر عنه ثمانية كتب وما زال لديه البعض الآخر مخطوطاً، وإن كان أشهرها كتاب (الحميني الحلقة المفقودة في امتداد عربية الموشح الأندلسي) ففيه يرتدي المؤلف ثوب المدافع عن تراث أدبي له حضوره داخل السياق الحضاري العربي يتمثل هذا التراث في شعر الموشحات، ومكمن هذا الدفاع يتجلى فيما وصلنا من مضامين معرفيه تفيد بأن هذا الشعر ظهر في البيئة العربية الأندلسية يُعد نتاجاً للتفاعل الذي تم بين الثقافتين العربية والمحلية لسكان البلاد الأصليين وهم الإسبان، فجاء هذا النتاج المسمى (موشح) مزيجاً من الاثنين، وقد جاء التأثر العربي بحكم التجاور المكاني (5).
وهو يودعني قال إنه عندما كان يُدرِّس بإحدى المدارس الثانوية بجازان جاء تعميم من وزارة المعارف يقضي بتعليم العرضة النجدية للطلاب في المدارس، فعارض هذا الأمر الذي قد يؤدي إلى غياب الفنون الشعبية المتعددة والكثيرة والمتنوعة للمنطقة، وتذويبها في فن واحد يصبح هو الأصل وغيره الفرع، ولم ينفذ الأمر بعد أن كتب للوزارة بمبررات مقنعة.
... ... ...
(1) موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، وموقع الاثنينية، الجزء التاسع والعشرون من سلسلة الاثنينية.
(2) بحث جهود الأديب الرفاعي لنايف كريري.
(3) من كلمة الدكتور المناع في حفل تكريم الرفاعي في اثنينية عبد المقصود خوجة بجدة، عام 1434هـ، ج 29.
(4) إمضاء لذاكرة الوفاء، إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، بيروت: جداول، ط1، 2011م، ص 145/146.
(5) د. فاطمة الصعيدي وأحمد يحيى، عبد الرحمن الرفاعي الموسوعي وعاشق الجنوب، ط1، القاهرة، دار الهاني 2007م، ص 4.