خلود عبد الله العيدان
كان الكتاب هدية، لكني أجلت الالتقاء بصفحاته.
شيء ما أجهله كان يمنعني من مواجهة حروفه!
أحسست والعتب على الإحساس
أنه سيجلب لي حزناً ما بشكل أو بآخر، سيرهق قلباً منهكاً، سيتكئ بثقل على التعب..
فاستمررت في الهرب!
الغلاف يحدق بي، وأنا بين الميل إلى معاودة الهرب وبين الخجل من شعور طفولي لا يستند على أي ثابت يسبب كل هذا التردد!
هربت منه لكتب أخرى، تعمدت أن أقرأ الكثير منها أمامه، وكأني أنتصر عليه بطريقة ما، ربما بذلك أقنع مخاوفي بأن كل الحق معها ولا شيء غير الحق.
غريب «جداً» شعور الخوف مما لا يخيف!
ولكني لوهلة طمأنت قلبي بأن هناك من اتخذوا الكتاب عدواً وآخرون جعلوه حبيباً، ومنهم من هجره ومن تملكه ومن أساء له، والقائمة تتسع طولاً وعرضاً.
فلا ضير إذن من موقف المحتار من دقات قلبه المتسارعة مثلي!
بحثت عن المغلف الذي صاحب حضوره الأول عند بابي وكأني أرغب بإعادته من حيث أتى. اقتربت من قراري وأخذت نفساً عميقاً، عميقاً جداً.
من يتابع حرفي هنا سيظن أن الختام يحمل حلاً، إجابة، تفسيراً أو حتى يربت على كتفي بابتسامة، ولكن بخيبة النهايات (العادية) كمسلسلاتنا التلفزيونية، لن تجدوا ختاماً يشفي السؤال ويروي عطش الباحث.
كل ما حدث، أني لم أثق بحدسي، قرأته .....
ما أكثرها «العناوين» التي نخشاها كتباً كانت أو مواقف حياتية، نهرب منها وتلحق بنا، ولا نجد أمامنا من حل إلا أن نواجهها أياً كان لون النتيجة.
- خلود العيدان