بَعِيْدًا عَنِ الأضْوَاءِ يَنْحَتُ حُلْمَهُ
ويَنْسجُ فِيْ قَلْبِ القَنَادِيْلِ وَهْمَهُ
وَحِيْدًا يَصُبُّ الشَّمْسَ فَوْقَ ظَلامِهِ
ويَقْطِفُ مِنْ أُفْقِ المـَجَازَاتِ نَجْمَهُ
تَمُرُّ عَلَيْهِ الأرضُ ثْكْلَى كَفِيْفَةً
فَتُبْصِرُ فِيْ أفْيَاءِ عَيْنَيْهِ ضَيْمَهُ !
عَلَى ظِلِّهِ ظَلَّ اليَقِيْنُ مُرَفْرِفًا
وفَوقَ أثَافِيْ الشَّكِّ أهْرَقَ لَحْمَهُ
تُمَرِّغُهُ الأيَّامُ فِيْ طِيْنَةِ الأَسَى
لِتَسْتَلَّ مِنْ عُمْقِ الصَّبَابَاتِ عَظْمَهُ
تُحِيْطُ بـِهِ الأَوْجَاعُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
ولكِنَّهُ بـِالشِّعْرِ يَطْرُدُ هَمَّهُ
يَفـِيْضُ أحَاسِيْسًا إذا اللَّيْلُ أُسْدِلَتْ
سَتَائِرُهُ والصُّبْحُ أيْقَظَ يَمَّهُ
يُصَفِّفُ أقْدَاحَ الكَلامِ ويَنْتَقِيْ
مِنَ الشِّعْرِ مُوْسِيْقَى تُطَرِّزُ يَوْمَهُ
لهُ ألفُ عِفْرِيْتٍ يَجُوْبُ بِفِكْرهِ
وألفُ مَلاكٍ باتَ يَحْرُسُ يُتْمَهُ!
يَمُدُّ إلَى حَقْلِ البَيَاضِ يَمِيْنَهُ
ولكِنَّ صَدْرَ النَّارِ يَعْشَقُ ضَمَّهُ !.
- شعر/ إبراهيم حلُّوش