في كلّ لوحة يحتضنها توقيعه تُباع بمبالغ ثمينة لأنه نظر إلى المكعّب بنظرة تخترق أعماق الحسّ الجمالي بطبيعة الأشكال في هذا الكون؛ ليعكس العالم بتناقضاته المحيّرة في لوحاته المعلّقة على جدار وجدان الذاكرة الإنسانية.
في لوحة «غورنيكا» رأى العالم مأساة حرب من أضلاع تكعيبيّته فيها، ولتصبح بعد سنوات أيقونة تستعيدها أي مدينة تتعرض للدمار جراء ويلات الحروب.
لأن الحياة تتعدد أشكالها و أنماطها؛ (نوّع) أشكالها الكثيرة في شكل واحد وهو المكعب الذي يحمل أوجهاً عديدة للحياة بطبيعته الهندسية؛ لذا استطاع أن يضيف إلى أنطولوجيا المكعب بعدا آخر إلى بُعد طبيعته الرياضية الفلسفية وهو بُعد الفن و الإحساس به و تذوق جماله بعد أن كان شكلا وحجما صامتا في طبيعته الرياضية و هنا تكمن سر عبقريته الفذة وكأن المكعّب أصبح توقيعه الخالد في هذا الكون.
إمضاء الفنان الإسباني بابلو بيكاسو ( 1881م-1973م ): تحرّك على المكعب؛ ليتذوق العالم جمالياته الباهرة.
- حمد الدريهم