صباح الخير..
أظن أنني لن أبدأ بشاي الزهورات هذا اليوم فثم معارضة نفسية عميقة تحملني على هذا الإضراب لأُرِي الزهورات أنني أستطيع التخلص منها متى أردت، فإن أسوأ ما قد يحدث لي أن أُستعبد من قِبل الأخريات خاصة حين تكون هذه الأخرى شاي زهورات!
ألا تكرهين الاستعباد مثلي؟ نسيت أن أخبرك -وأنا أتحدث عن الاستعباد- عن مقالة الأستاذة سمر المقرن في كيفية تحرر المرأة، لا أدري لم شعرت وأنا أقرأها بالبرد فشربت شاي زهورات؟ - كان هذا قبل أن أعلن إضرابي عنها-. تقول فيما مختصره: «إن تحررها يكمن في أمانها المادي». كيف تعرض الأستاذة سمر هذه الفكرة وتظن أنها حل وهي - الأمان المالي- في ذاتها مشكلة لم تُحل؟ لنعد إلى الشاكيات: زوجات - فتيات، المشتكى منه: أزواج - أولياء أمور، السبب: المال! لا أدري لم تذكرت بيت: كأننا والماء من حولنا ...؟ ثم لمجاراتها في الحل: كيف لهن أن يعملن وليس لديهن الشهادات الكافية ثم على فرض أن لديهن شهادات كافية أو فكرة أعمال لا تحتاج شهادات كيف لهن أن يجدن عملا وقد حفيت أقدامهن بحثا ولم يجدن؟ ثم على فرض وجدن عملا -بعد أن حفيت أقدامهن بحثا- كيف لهن أن يتقدمن إلى العمل ويقبلن دون موافقة أزواجهن أو أولياء أمورهن -فهم الخصم وهم الحكم كما يقول المتنبي-؟
ثم لنفترض أنهن وجدن مالا وعملا بعد موافقتهم هل تعتقدين أن المال حل؟ ماذا لو طلب مشاركتها في مالها؟ ماذا لو رفضت فأصبح المصير إقالتها من العمل لأن ولي أمرها أعلن عدوله عن الموافقة على عملها؟ ماذا لو أصبح المصير الخيار بين أطفالها وبين أن تشاركه المال؟ لأن - كما لا يخفى على جليل علمكن- حضانة الأبناء من حق الأب وهذا المعمول به إلا في حالات شاذة قليلة -ولست أدري لم لا يزالون يعملون به وقد أفتى ابن عثيمين بأفضلية مكوث الأبناء مع أمهم! وليس يخفى عليهم أهميته لصحة هؤلاء الصغار نفسيا وجسديا وعقليا؟ -. ثم ماذا لو خيرها ولي أمرها بين التعنيف الدائم أو أن تشاركه المال؟
أود أن أقول لسمر العزيزة- وأرجو أن تسمح لي أن أناديها بلا ألقاب-: المال ليس حلا ولم يكن يوما حلا. ليكن البحث عن عمق المشكل ليُعرف الحل.
أما بعد:
أترين أني أثقلت عليكِ؟ أظن أن شاي الزهورات السبب! ثم إني أود حقا أن أعرف رأيك في هذا الموضوع لا تنسي إخباري.
طاب يومك.
- مها الحميضان
hu_ma_i @
al.maha369