في الإجازة الأسبوعية، وتحديداً صباح يوم السبت دخلت مقهى بالرياض، اعتدت التردد عليه منذ سنوات برفقة الكتاب. ذهلت بأن قرابة 90 % من مرتادي المقهى هم مثلي، أتوا بصحبة الكلمات.
وتساءلت: ما سبب هذا التغير! حيث إني اكتسبت العادة من قريب لي كان مبتعثًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد بعد تخرجه. وكان يأتي إلى المقهى بصحبة كتبه الدراسية بعد عودته للوطن ويمارس القراءة.
وبعد سؤالي له عن السبب، أجابني: أشعر بحياة الحركة من حولي، ذلك يساعدني على التركيز.
نستشهد بالشعر كجزء من كل:
«أثر الشعر قوي ومباشر لدرجة أنه لا يمكننا الإحساس بأي شيء آخر في حضور القصيدة» فرجينيا وولف.
بدأت في تجربة كلامه على الواقع؛ فناسبني كثيراً لدرجة أني أُعَد مغتربًا مع كتابي في نظر الآخرين وتعليقاتهم الساخرة بين الغمز واللمز، بعد فترة ارتفعت نسبة من يذاكر ويراجع وسط أجواء عبق القهوة، وأصبحت ظاهرة منتشرة، لتزدحم المفردات برفقة الأشخاص التي كانت سابقاً إلكترونية ثم صارت ورقية.
تذكرت ما يقال عن أوروبا، وعن مصر مثلاً من الدول العربية،
أصل إلى المعلومات من مجلة الفكر، أشهر المقاهي الأدبية العربية والعالمية.
المقاهي الأدبية في مصر: مقهى الفيشاوي
يعد من أقدم المقاهي الشعبية في القاهرة، ويعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من مئتي عام، وقد أصبح اسمًا ذائع الصيت، ومنذ عقود أصبح المقهى مقصداً للأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين، وكان من أشهر رواده جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والأديب نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، يوسف إدريس.
المقاهي الأدبية في أوروبا:
تميزت المدن الأوروبية الكبيرة مثل باريس ولندن وأمستردام وروما منذ عصر النهضة بظهور ما يسمى بالمقاهي الأدبية، وهذه الظاهرة شهدت انتشارًا واسعًا خلال القرن التاسع عشر، والقرن العشرين وباتت هذه المقاهي المكان المفضل الذي يرتاده كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين.
يرى الباحث أ.عاطف غيث من خلال تفسير التغيير الاجتماعي أنه يمكن ملاحظة أربع مراحل في العملية الاضطرارية للتغير:
1 - تنشر سمة أو عنصرا جديدا.
2 - تحدِث هذه السمة صراعا داخل مكونات النسق الاجتماعي والثقافي.
3 - تحدث تغيرات توافقية مصاحبة للاستحداث.
4 - يأخذ العنصر الجديد مكانًا بعد التلاؤم مع الجوانب الأخرى.
وهكذا يكون الانتشار -ماديًا أو معنويًا- والقبول هما الأساس في التغير الاجتماعي والثقافي.
- محمد بن زعير