عاد المعلمون وطلابهم إلى المدرسة بعد أطول إجازة في تاريخ المدرسة، وعادت معهم لغة البحث عن «الجديد» فيما سيقدمه المعلمون، وفيما سيتلقاه الطلاب، وهذا ما سيدفعني إلى تجاوز الحديث عن «بدايات العام الدراسي الجديد» وما إذا كانت الاستعدادات التي حضّرتها وزارة التعليم كانت جميعها «تمام» وسأتجاوز «الدرس السنوي» للمدرسين وطلابهم، فهناك مئات رسائل «الواتساب» وعشرات المقالات التي ستنوب عني لتقديم الدرس الذي حفظناه عن ظهر غيب، والتي تدور محاوره حول «الجدية والانضباط والتذكير برسالة المعلم، وأهمية طلب العلم، وما يجب على المعلم والطالب القيام به» سأتجاوز الأمرين إلى أمر ثالث يهمني، وهو السؤال عن «الجديد في ميدان التعليم» فهل هناك من جديد كي نبعد «الرتابة والملل» التي أفسدتا «متعة» التعلم والعمل عند الطالب والمعلم ؟ أم أن كل سنة ستكون كسابق أختها، فلاجديد سوى أن «الأشكال الجسمية» هي المتغير الوحيد داخل ميدان التعليم، أزيد وضوحا في فكرتي فأقول «هل المعلم خطط في ذهنه، وعقد العزم لتنفيذ أفكار إبداعية جديدة سيقدمها في عامه الدراسي الجديد حول» طرائق تدريس إبداعية تقود الطلاب إلى التعلم لا التعليم، وتشركهم في انتاج المعرفة، وصناعة الأفكار، أم سيبقى رهن طريقة التلقين القديمة لأنها أسرع وفيها راحة ؟ هل لديه نية لتوظيف وسائل تعليمية مبتكرة سيدخل فيها التقنية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، ليعيد معها توجيه طلابه تربويا وتعليميا إلى الاستفادة منها، وتسخيرها للتعلم والاستفادة، مثلما سخرها غيرهم للتندر والثرثرة والتهريج؟ هل لديه العزم على تنويع أساليبه التدريبية لإشراك طلابه في مواقف تعلم من واقع حياتهم، فيخطط معهم ليبحثوا ويستكشفوا ويستنتجوا بأنفسهم ؟ هل ستبقى بيئة فصله تحمل طابع العام السابق والذي قبله وماقبله؟ أم سيتيح لطلابه حرية تصميم فصلهم ووضعية الطاولات، وما إذا لديهم أفكار لإنشاء مكتبة صفية وتزويدها بالقصص وإضافة سبورات جانبية، أو انتخاب رئيس للفصل كل أسبوع، أم ستكون بيئة صفه نسخة مكرّرة عن كل عام ؟ هل لدى المعلم نية للاستزادة المهارية والمعرفية في مجال عمله، عبر الالتحاق بالدورات و الأنشطة التدريبية لانضاج خبراته ؟ أم يرى أنه اكتفى بما وصل إليه، هذه «الأفكار التجديدية وغيرها « في ميدان المعلم، لا يجب أن ينتظرها لتأتيه في «تعميمي وزاري « بل يجب أن تنطلق من ذاته، من داخله، ليصل إلىهدافه، ويحقق النجاح في مهامه التعليمية والتربوية، وأنا عندها أبصم بالعشرة، لو بحث عنها كل معلم وطبقّها فإنه سيجد «متعة» العمل التي يفسدها «التكرار الممل» الذي جعل بعض المعلمين يتساءل، هل هناك من نية للوزارة لتمديد العطلة ؟!!