إهداء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز.. -حفظه الله- بمناسبة موسم الحج الذي أبهج القلوب وأبهر العالم.
شَكَرَ الحجيجُ وعظّموا الرحمنَ
وبكل حبٍ عانقوا سلمانا
حمدوا الإله بأن حباهم بقعةً
جَعَلَت لكل شعيرةٍ أعوانا
والخلق بين مهللٍ ومكبرٍ
نَبَضَ الدعاءُ وأينعَ الإيمانا
وطن العقيدة قد أفاض بخيره
حتى يُقدِّم للورى عنوانا
في كل دربٍ للفضائل منبعٌ
فيضٌ يسوق الخير والإحسانا
يا دولة الحرمين وجهكِ مشرقٌ
لمس الشغاف وصافح الخلانا
فأقمتِ من بين المدائن أسوةً
راحت تسطّر خيرها أزمانا
يا خادم البيت العتيق تحيةً
من كل قلبٍ بالحبور روانا
لك من حجيج البيت أصدق دعوةٍ
رفعوا الأكف ضراعةً وبيانا
يُسرُ المناسك للخلائق يحتوي
نُبلاً يفيض محبةً وحنانا
قم نحو مجدٍ شامخِ فوق الذرى
جَمَعَ الوفود وشيّدَ الأركانا
ليرتل الحب الذي ملأ الدُنا
نورا تبدّى صبحنا ومسانا
رسّخت في شغف القلوب أخوةً
سَمَقَت هناك مكانةً ومكانا
نهج الأوائل تستقيه بهمةٍ
لتقيم صرحاً عالياً وكيانا
تأتي قرون السابقين بفخرها
تُبدي إليكَ من الوفا شدوانا
فأتيت تُجري للعطاء روافداً
نبعاً سخياً في رُبى نجوانا
وبعثت وجهاً للسماحة ماثلاً
لتقيم روضاً يانعاً مزدانا
يمشي التواضع في ركابك ثرةً
مسحت يداك عن الورى أحزانا
يا من سعيت بكل جهدٍ تبتغي
أمن الحجيج ليبلغَ الغفرانا
شيّدت من روح التعاون نفرةً
لاحت على وجه الورى اطمئنانا
وتسير للعلياء وثّاب الخُطى
وتقود بين ربوعنا الفرسانا
في موكب المجد المرصّع بالسنا
نحو الرقي تخاطب الاذهانا
الحج أبهر في الربوع خلائقاً
نَصَعَ الجبينُ وعانق التيجانا
يُمناك تُفضي بالعطاء تواضعاً
سيلاً تدفّق بالتُقى قربانا
دعّمت فينا غايةً قُدسيةً
مُثلا تُعبّأ بالنفير قوانا
غيثٌ لكل فضيلةٍ من حولنا
قامت تفرّعُ في المدى أغصانا
من أمة الدين الحنيف تحيةٌ
وقفت تصفُّ لأجلكم ريحانا
روح المناسك بالعبير تنسّمت
عبقاً يلاقي في العُلا رضوانا
يا درة البلد الأمين جهودكم
بعثت بقلب الواردين أمانا
كم مجلسٍ للبذل ضمك رافعاً
نهجاً قويماً بالهُدى يتفانى
بالفضل بالجود المرصّع حولنا
سلمان جئت لتُعلي البنيانا
فإذا تحدثت المكارم عنكمُ
مَلَكَت زمام الجود والوجدانا
عاد الحجيجُ إلى الديار وكبّروا
بعثوا إليك الحب والعرفانا
يا خادم البيتين يشدوك الورى
نبضَ المشاعر قد بدا فيضانا