«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تابع المواطنون والمقيمون أخبار حزمة القرارات التي اتخذتها الدولة لخفض تكلفة القطاع العام. وإذا كانت هذه القرارات استقبلت لدى البعض بعدم الارتياح كونها تمس ميزانيتهم الخاصة وحياتهم الاجتماعية المختلفة. إلا أن المواقع الاجتماعية اشتعلت بوقوف المواطنين جنبا الى جنب مع قيادتهم الموقرة. كما هي عادتهم وكما يكررها الجميع خلال احتفالية ذكرى» البيعة» معا مع القيادة والوطن.. وإنها تعني تماسك المواطنين مع القيادة في السلم والحرب وفي اليسر والعسر هكذا هم أبناء الوطن.. ولكن من حق هؤلاء المواطنين ان يحظوا باهتمام كبير من قبل الاجهزة الرقابية على مختلف أسواقهم ونقاط البيع المختلفة أكانت أسواقا مركزية أو تموينية أو حتى بقالات داخل الاحياء. والشوارع والطرق الفرعية ففي عتمة.. من غياب الرقابة والمتابعة وفي عدم وجود سقف معين ومحدد لهوامش الربح. نجد أن المواطن وفي كل مكان يعاني من ظاهرة ارتفاع الأسعار، بل هناك من يمارس اللعب بالأسعار بدون شعور بالوطنية وبظروف المواطن وحتى المقيم.. في ظلام الليل تمتد الأيدي لتعبث بالتسعيرة هذا إن وجدت على مختلف المعروضات في الكثير من الاسواق، وعلى الأخص البقالات والتي لايخلو شارع أو طريق منها. وبحكم وجود العمالة الاجنبية ونقولها بصريح العبارة المتستر عليها لايهمها ان هناك قرارات صدرت من قبل الدولة. أو حتى رسوم مختلفة راحت تقتطع جزءا من راتب الموظف، أكان على رأس العمل أم متقاعدا.
وبالتالي بات راتبه يكاد يكون محجوزا مسبقا. لفواتير مختلفة. هواتف. كهرباء. إيجارات.. السلة الغذائية المنزلية والتي عادة تتجدد كل يوم خاصة إذا كانت تخص أسرة كبيرة ماشاء الله. والمعروف أن بلادنا تتميز عن غيرها من البلاد الاخرى بكثرة أعداد افرادها.. لذلك نجد هذه العمالة تمارس لعبة القط والفار. أسعار تختفي وأسعار تبرز. بل ان الاسعار باتت تواكب الاحداث والازمات في العالم وبلادنا ليس لها علاقة بها لامن قريب ولا من بعيد.؟! اسعار على المعلبات تمسح او توضع عليها ملصق جديد.يحل محل السعر السابق بلاسبب مقنع أو معقول.
فكيف يرفع السعر لبضاعة ما وهي موجودة لدي مخازن التاجر المستورد منذ شهور وبكميات كبيرة تكفي لسنوات. فلماذا ترتفع اسعار هذا المنتج اليوم. ولو اخذنا عينات مما يباع في اسواقنا لوجدنا العجب العجاب.. ولا أحد يعرف الاسباب.؟! خذ مثلا سلة البرتقال قبل اسبوع كانت بـ16-20 ريالا، وإذا بها تقفز خلال يومين الى 30 ريالا..صابون « دف « كانت تباع الحبة الواحدة ب3 ريالات قبل فترة واذا بها تباع بـ5-6 ريالات.. ولو اشرنا لاسعار الاسماك التي باتت تحلق عاليا فوصلت اسعار سمك الكنعد الى 65 -70 ريالا للكيلو وقس هذا السعر الخيالي على بقية الاسماك الاخرى..؟! ورقة تصوير لورقة ملونه وصلت لدى احدى القرطاسيات بـ 5 ريالات: لماذا؟ أين الرقابة والمتابعة.. نعم أين المتابعة الجادة وليست المتابعة الشهرية أوالفصلية. نريد متابعة جادة وحقيقية فالاسرة السعودية تستهلك الكثير من المواد التموينية والغذائية وسلتها اليومية والأسبوعية، وحتى الشهرية تطير بميزانيتها...؟!
إن لعبة العمالة في أسواقنا أصبحت أمراً معروفاً الآن تماما؛ فالكفيل «المتستر» ومع غياب الضمير لايهمه تلاعب مكفوله في مركزه التمويني أو بقالته بقدر ما يهمه كم يسلمه هذا العامل شهريا. ولكن الغير معروف ولا المكشوف هو: إلى متى تستمر هذه الظاهرة والمعاناة وإلى أين تمضى الاسعار. ولماذا لايشاركنا أحبتنا وإخواننا التجار في القيام بمواكبة حزمة قرارات الدولة ويقومون بتخفيض اسعارهم فالحال اليوم غير أمس. والأسعار التي تتنامى أصبحت مشكلة تؤرق الجميع سواء ذوي الدخل المحدود من المستهلكين أو حتى الآخرين. وماذا بعد هناك أيضا معاناة كبرى يعاني منها المواطن، وهي ارتفاع أسعار المستشفيات والمستوصفات الخاصة والمراكز ذات العلاقة بالصحة. عليهم جميعا مراجعة أسعارهم لتواكب واقعنا. فليس كل المواطنين لديهم تأمين وحتى لو وجد التأمين لايجب ان تستغل شركات التأمين بصورة بشعة. وكم من مريض راجع لشيء بسيط وتم تدبيسه في قائمة من التحليلات والتصوير المقطعي. ودفع «المسيكين» مبالغ أكثر مما يتحمله رصيده.. وحمل معه كيسة من الادوية والتي تحتاج لحمالين لحملها معه. نسيت أن أشير إلى أسعار الادوية غير المعقولة أبدا. فسعرها في بلادنا خيالي.. خيالي..ولن أزيد كما هم زادوا في أسعارها.؟!