عزيزي المبدع ان لتجربة الكتابة مفهوما بسيطا هو مجرد التدوين اليومي والكتابة السطحية، ومفهوما أعمق هو نوع من التفكير العميق والترتيب للحياة والأفكار والمعلومات، والانفتاح المستمر على الألم والأمل والرغبة عبر بوابة اللغة بعناصر وأدوات يصنعها المبدع بنفسه، كالرصد والتصوير وتنظيم المفاهيم تجاه الحياة والناس وتوليد الأفكار الجديدة من أفكار موجودة وعامة وبسيطة، من خلال القراءة أولاً والقراءة الجيدة ليست للكتب فقط بل حتى الأشياء من حولك تحتاج إلى قراءة (الأحداث، الوجوه، المواقف)، فكل ما تفعله هو من أجل أن تستطيع تكوين موقفٍ ما، أو الإحساس تجاه موضوع ما لتكوين الانطباعات عن الحياة بمعنى أن يكون لك رأي يستند إلى شعور محدد.
أما وإن وقعت في فخ التقليد والنمطية في بدايات مشروعك الكتابي فلا بأس على رأي ستيفن كوتش» لا تخف من التقليد. لا أحد يتخذ واعيًا من أسلوب التقليد هدفًا بعيد الأمد، ولكن كل الكتاب البارعين فطنوا الى أن نزعة الأصالة الخالصة ما هي إلا حلم طفولي. إلى حد ما، التقليد طريق للاكتشاف وأساسي للازدهار».
حاول عزيزي المبدع البحث عن قاموسك الإبداعي الخاص عن المفردات والسياقات والأساليب من خلال قراءاتك الواعية وتذوقك العميق للنصوص الإبداعية، فالقراءة لعبة من جنس لعبة الكتابة عمقاً ورشاقة،
وحينما يولد النص ويتاح للقراء فلا تضق ذرعاً بأي نقد موضوعي، فالنقد الموضوعي الصادق هو دليل على أن الناس يحترمون ما تكتب ويأخذونك على محمل الجد.
فجويس كارول أوتس يقول: «ان تكتب يعني أن تغزو مساحة الآخر، لتستثيرها. أن تكتب يعني أن تدع استهجانك الغاضب. الفن بطبيعته فعل متعدٍّ».
وختاماً ثق بنفسك أكثر من ثقتك بنصك وتأمل ما يقوله بول فاليري: «إنَّ ما تعتقد أنك دونه لهو في الحقيقة موجود في داخلك».
- عبدالرحمن إبراهيم الجاسر