«الجزيرة» - المحليات:
تم في نيويورك تكريم مدير عام قناة العربية الزميل تركي الدخيل بجائزة تغيير المفاهيم والتصورات من منظمة اليونسكو بالشراكة مع ست مؤسسات عالمية، باعتباره أحد أبطال الحملة العالمية ضد التطرف، وفي هذه المناسبة ألقى كلمة فيما يلي نصها:
أود أن أقدم شكري لعائلتي. لوالدي. لوالدتي التي رحلت قبل أعوام. زوجتي واطفالي. الشكر لوطني الذي ألهمني أن أواجه الكراهية وأن اسعى لنشر السلام، وطني المملكة العربية السعودية, الذي كان من أول الدول التي تعرضت لشرور التطرف والإرهاب.
هناك تصور شائع وظالم عن بلدي يرسمه بلد شديد التعصب. الحقيقة أن الغالبية العظمى من شعبنا تستاء من الإيديولوجيا المتطرفة، وتتألم من لظى التطرف. ويصر شباب وطني, ذكوراً وإناثاً على دحر التطرف في الداخل والخارج. صحيح أن الخطر داهم وهو قد يصيبني, أو يصيب زوجتي, ابني أو ابنتي, ولذلك, فالأمر جلل.مع ثورة التكنولوجيا استثمر المتطرفون الـ”سوشال ميديا” والألعاب الإلكترونية, فتجاوز التجنيد الطرق التقليدية وليس للشر حدود. باتوا يغسلون أدمغة الصغار, فيحرضونهم على قتل آبائهم وأمهاتهم. هل يتصور عاقلٌ أن يقتل أحد أمَّه التي حملته تسعة أشهر وخطفت اللقمة من فمها لفمه, وطار النوم من عينها لتسهر على راحته؟! هل رأيتم جنوناً مثلَ هذا الجنون؟.
في 2003 كتبتُ مقالاً حزيناً مؤلماً, قلتُ فيه لأسامة بن لادن وبعض أتباعه, بعد أول تفجيرات الرياض, «مبروك, روّعتونا»,. هنّأتهم فيه على الدماء التي أريقت, وعلى النفوس التي اضطربت, وعلى الخوف الذي ملأ قلوب الأطفال. قال لي والدي, «يا بُنيّ, ما لك ولهؤلاء, إنهم بلا رحمة ولا ضمير». قلت له: «أنا أدافع عن مستقبل أطفالنا». أصدقكم القول: لم أكن أتوقع أن يصل التطرف إلى ما وصل إليه. اليوم بات التطرف آفة, ولم يسلم منه أحد.
إن الشباب السعودي على وجه الخصوص يعتبرون مواجهة التطرف تحدياً لجيلهم، ونقف متحدين، ونمد ايدينا بنوايا حسنة لجميع شعوب العالم في هذه الحملة العادلة والضرورية.