«الجزيرة» - سليمان اللزام:
يخشى عشاق الشباب وهم يشاهدون المستويات الجيدة التي يقدمها نجم خط وسط التعاون الشاب سعيد الدوسري في مباريات فريقه الماضية أن تتكرر معهم قصة عبد العزيز الجبرين لاعب النصر والمنتخب السعودي، وهو أحد نجوم الشباب السابقين الذي لم تتح له الفرصة للمشاركة في الفريق الأول حتى تم الاستغناء عنه بناءً على رؤية الجهاز الفني في ذلك الوقت، وحينما ذهب إداري الشباب كنعان الكنعاني لمقابلته والتفاهم معه سعياً لإعادته لبيته الشباب وجد أن رئيس الرائد آنذاك فهد المطوع قد وقع مع اللاعب بمبلغ مالي زهيد، فمثل الفريق لعدة سنوات كان خلالها النجم الأبرز والأكثر تميزاً في خط منتصف الرائد بتكوينه الجسماني الجيد وإمكاناته الفنية العالية ومقدرته الكبيرة على قطع الكرات وإمداد المهاجمين بكرات طولية جميلة حتى أضحى محط أنظار الأندية الكبيرة والتي تسابقت للظفر بخدماته، فكان من نصيب النصر وبات من أبرز نجومه ونجوم المنتخب السعودي.
القصة تتكرر بسيناريو آخر مع اللاعب سعيد الدوسري الذي تم الاستغناء عنه نهاية الموسم الفائت فذهب إلى التعاون وهناك شارك الفريق أساسيا وقدم مستويات لافتة توجها بهدف سينمائي جميل في مرمى المنافس التقليدي الرائد وهو الهدف الذي رجح كفة التعاون ومنحه النقاط الثلاث، وما زال اللاعب يقدم مستويات جيدة مع فريقه الجديد، بل كل من شاهد اللاعب في الجولات الماضية يتساءل: كيف استغنى عنه الشباب؟ ولماذا لم يعطَ فرصة تمثيل فريق آخر بنظام الإعارة؟ حتى لا يندم القائمون على النادي ولا حتى انصاره وهم يرون أحد نجومهم السابقين يسلك طريق الإبداع ويتجلى بمستويات متميزة مع فرق أخرى منافسة بعد أن فقد فرصته في فريقهم، ولم تكن قصة الجبرين فقد جاءت أخرى مشابهة بعد أن تم الاستغناء عن اللاعب عبد المجيد الرويلي فاستقطبه التعاون وكان أحد نجومه المؤثرين والبارزين في الموسم الفائت، بل كان أكثر المساهمين في تألق التعاون وتحقيقه المركز الرابع في الدوري ومشاركته في الملحق الآسيوي للمرة الأولى حتى تم اختياره لتشكيلة المنتخب الأول، ومع هذا البروز الكبير كان الرويلي محط أنظار الأندية المتنافسة على البطولات إلى أن ظفر الهلال بخدماته مطلع الموسم الحالي وبات أحد عناصره الأساسية والفاعلة حتى يومنا الحاضر.
جماهير الشباب يتمنون كل التوفيق للاعب بالتأكيد لكنهم لا ينكرون حسرتهم على أي من اللاعبين البارزين حين يغادر فريقهم ويحقق النجاح في فريق آخر، وهي مشاعر حزن طبيعية تنتاب الإِنسان المحب في بعض المواقف.