"الجزيرة" - المحليات:
أكد المشرف على برنامج التبادل المعرفي بوزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان ان المسلمون والعالم اليوم يواجه تحديات ضخمة بسبب ظواهر الإرهاب، والتخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا" والتي تؤدي إلى توترات غير مسبوقة حيث إنها تأخذ الطابع الديني، وتقف عائقاً أمام أي تبادل علمي وتواصل ثقافي مما يجعل أثرها اكبر في السلام العالمي.
وقال الدكتور اللحيدان في كلمته التي القاها خلال فعاليات الندوة العالمية "التبادل الثقافي والتواصل بين الحضارات" التي نظمها برنامج التبادل المعرفي امس بالتعاون مع جامعة بكين، والملحقية الثقافية في سفارة المملكة العربية السعودية في بكين، قال إن هناك أسباب كثيرة للفشل في التواصل بين الثقافات منها الانطباعات المسبقة غير الصحيحة لدى العلماء، والمثقفين، وأساتذة الجامعات؛ فتَخرج كتابات تكون على قدر كبير من الارتجال، والبُعد عن الموضوعية والإنصاف والنزاهة؛ لأنها تقوم على افتراضات غير واقعية وتحليلات تعوزها المنهجية السليمة، واستنتاجات وهمية، تُبنى على معلومات غير موثوقة، غالباً ما تُستقى من وسائل الإعلام العالمية، مؤكدا ان عالمنا اليوم بحاجة الى منهج التراحم الإسلامي ليعم السلام والأمن، مطالباً المسلمين اليوم الأكاديميين، والعلماء، والجمهور، والخطباء، وعامة الناس في الدول الإسلامية، وفي دول الأقليات على حد سواء، ألا يحملوا الكراهية والبغضاء في صدورهم تجاه الحضارة بحد ذاتها، فلا يوجد موقف سلبي تجاه الحضارة الغربية أو الشرقية أو تجاه المعرفة أو العلوم; فلا يوجد أي موقف سلبي تجاه أي إنسان كائنا من كان.
وقال الدكتور اللحيدان إن على المؤسسات الدينية والثقافية ومنسوبيها في عصرنا الحاضر مسؤولية جسيمة للوقوف والتصدي لتيارات التطرف الداعية للعنف، وذلك بالتعاون البنَّاء والصادق مع الحكومات والمنظمات الدولية لمحاصرة الأفكار المتطرفة، ومحاولة بذل الجهد في دراسة الأسباب والدوافع الحقيقية لظاهرة التطرف، والعنف، والحروب، والإرهاب الذي يجتاح العالم الآن، مؤكدا أن جهود المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية في محاربة الأفكار المتطرفة أصبحت تجربة معروفة على مستوى العالم، حيث كان لمبادرات ودعم ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكبر الأثر في النجاح الذي تحقق في البلاد في محاربة الإرهاب والتطرف؛ ونشر وإرساء قيم التسامح، والحوار، والسلام. واوضح اللحيدان إن الصين بلد له حضارة قديمة كما أنها تمتلك مقومات القوة الاقتصادية، والبشرية، والسياسية، والعالم الإسلامي دول نامية تتوافر لها مقومات القوة الإقليمية كما تتفق الحضارتان الصينية والإسلامية بإيمانهم بالسلام العالمي، والاستقرار، والتنمية الشاملة المستدامة، وخدمة قضايا الأمن والسلام في العالم. ونحن على ثقة كبيرة بأنه بفضل الجهود المشتركة من قبلهما ستتقدم العلاقات إلى مستويات أفضل، وستعود بالمزيد من الخير على العالم. من جانبه اكد السيد يانغ فو تشانغ نائب وزير الخارجية الصيني في كلمته على التشابه بين الحضارة الإسلامية والصينية، موضحاً أنه انتهى قريبا من جولة في الدول العربية لشرح موقف الصين من الأزمة السورية، ولقي كل تفهم في هذه الجولة، معرباً عن سروره بعقد هذه الندوة، وتزايد التبادل الثقافي بين الصين والمملكة. واكد الأستاذ أحمد المولد نائب السفير السعودي في كلمة سفارة المملكة في بكين، على التطور المستمر في العلاقات بين الصين والمملكة، ثم تطرق للمنهج الإسلامي الصحيح والمعتدل للمملكة، والداعي للتسامح والوسطية، موضحاً التشابه الكبير بين سياسة البلدين تجاه الكثير من القضايا العالمية، ودعوتهما لحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية، ومن خلال المفاوضات.