أوتاوا - تهاني الغزالي:
أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا نايف بن بندر السديري عن سعادته بفوز المملكة بجائزة CPIEA الكندية رفيعة المستوى التي منحتها اللجنة الدولية المحكّمة بالإجماع للمملكة عن فئة الأعمال تقديرًا لجهودها في مجال التعليم، المتمثلة في برنامج الملك سلمان للابتعاث الخارجي الذي لا يُعَدُّ له مثيل في العالم، وذلك في تصريح خاص للجزيرة.
وأوضح السفير السديري أن اللجنة الدولية على الرغم من صرامة المعايير التي تضعها، وشفافيتها في التحكيم، ألا أن جميع أعضاء اللجنة أجمعوا على اختيار المملكة لتفوز بتلك الجائزة التعليمية رفيعة المستوى؛ وذلك لريادتها في مجال التعليم، ولاسيما برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي وصفه بالفريد؛ لأنه لا توجد دولة بالعالم ابتعثت عددًا من المبتعثين مثلما ابتعثت المملكة، التي بلغ عدد مبتعثيها أكثر من 130 ألف مبتعث ومبتعثة موزعين على ثلاثين دولة، وفي أرقي الجامعات الدولية؛ ما كان له أثر كبير في نهضة المملكة، وتحقيق التنمية بنجاح، وقد ظهر ذلك جليًّا في رؤية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع.
وأضاف السديري بأن القارئ لتلك الرؤية سيجد أنها ركزت على شق مهم، ألا وهو التدريب والتعليم للوصول لمقاصد وأهداف تلك الرؤية الواعدة بإذن الله، وهو ما تسعى لتحقيقه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
وبسؤال السفير عن تميُّز المبتعثين السعوديين في كندا، وعن تجربة السفارة المميزة في تكريمهم، قال السديري: «تعتبر كندا من الدول المهمة جدًّا في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؛ إذ إنها تمنح المبتعث السعودي جرعة مركزة من الجودة النوعية والكفاءة في التعليم؛ ولذلك فإن سوق العمل في السعودية تفضل خريج الجامعات الكندية؛ وذلك لأن مستوى الجامعات هناك يقف عند مستوى لا تنزل عنه أبدًا، على خلاف ما هو موجود في دول أخرى، التي تتراوح فيها المستويات بين القمة والقاع». وأضاف «لهذا السبب تجد الطلاب السعوديين، وخصوصًا الأطباء منهم، من أهم وأمهر الجراحين لدينا، وخرجت الجامعات الكندية نحو ؟؟? آلاف متخصص من حاملي مختلف الشهادات، سواء في الزمالة أو برنامج الأطباء المقيمين لأولئك الذين أنهوا دراسة بكالوريوس الطب في الجامعات السعودية، ويتلقون الشهادات العليا في تخصصاتهم في كندا».
ولفت السديري إلى أن نظام التعليم في كندا يتميز بقدر كبير من الجودة العالية؛ الأمر الذي جعل ترتيبها الثانية بعد أمريكا. مبينًا أن عدد المبتعثين تجاوز 20 ألف مبتعث في مختلف التخصصات.
وعملت السفارة بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد ووزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير على أن تكون جهودها أكثر انخراطًا وقربًا من المبتعثين، وتقديم كل ما من شأنه تسهيل إقامتهم في كندا، ودفعهم للتميز في حياتهم الأكاديمية. وأحد هذه الجهود هو تحفيزهم معنويًّا من خلال تكريمهم من فترة لأخرى خلال اللقاء الأسبوعي معهم، بالتعاون مع الملحقية؛ لدفعهم لتحقيق المزيد من التميز، ووصولهم إلى الأهداف المرجوة. والكثير من المكرمين كانوا من الذين حصلوا على جوائز كندية ودولية، والبعض الآخر لتميزهم في مجال البحث العلمي.
وبسؤاله عن الجديد في موضوع التأشيرات باعتبارها أكبر هاجس يواجه المبتعثين في كندا، أشار السفير نايف السديري إلى أن هذا الموضوع يعد أحد الشواغل التي تعمل السفارة على بذل الكثير من الجهود لتذليل أي عقبة متعلقة بها، وذلك بالتواصل مع الأصدقاء الكنديين، سواء في الحكومة أو البرلمان الكندي، وحتى مع الجامعات. وأضاف بأنه التقى مؤخرًا وزير الهجرة الكندي، وأنه وعد بالمزيد من التسهيلات في الفترة القادمة، ومنها تقليل مدة الحصول على التأشيرة. ونحن نتطلع من أصدقائنا الكنديين إلى تقديم المساعدة في هذا الجانب، ولاسيما أن السعوديين القادمين إلى كندا - وهم ثلاث فئات - كلهم مرحَّب بهم، فإما أنهم طلاب، ودائمًا كندا تطلب المزيد منهم، أو سائحون، أو رجال أعمال؛ ولهذا نأمل المزيد من المساعدة من جانب الأصدقاء الكنديين، سواء في السفارة في الرياض أو في مكاتبهم الأخرى.
وبسؤالهم عن انطباع رؤساء الجامعات والمسؤولين الكنديين عن برنامج خادم الحرمين الشريفين والمبتعثين السعوديين أشار إلى أنهم يتكلمون عن البرنامج بانبهار وبافتخار عن المبتعثين السعوديين؛ ما أثلج صدورنا. وأكد أن المبتعثين السعوديين نجحوا في كندا في أن يكونوا سفراء لبلادهم بنقلهم الصورة الحضارية عن المملكة بتميزها وتفاعلهم في المناسبات الكندية والمحلية، وحرصهم على تعريف الشعب الكندي عن قرب على عادات وتقاليد المجتمع السعودي.
وبسؤاله عن فرص القبول في الجامعات الكندية أشار إلى أن زملاءه في الملحقية الثقافية في كندا يبذلون الكثير من الجهد في هذا المجال، إضافة إلى الجهات الحكومية في المملكة والجامعات لإبرام اتفاقات تزيد من فرص القبول، خاصة في مجال العلوم الطبية، وأن كندا حريصة على التعاون مع الجهات السعودية في هذا الشأن، وهذا ما ظهر جليًّا في مجال التقييم الطبي باعتبار أن كندا الواجهة الأولى لتدريب أطبائنا. وفي ختام اللقاء رفع سعادة السفير نايف السديري تهانيه وتهاني المبتعثين والمبتعثات لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، وأطيب التبريكات؛ وذلك بمناسبة فوز المملكة بهذه الجائزة الرفيعة عن مجال التعليم، وكذلك بمناسبة اليوم الوطني للمملكة.