«الجزيرة» - سعود الشيباني:
أكد سفير جمهورية جيبوتي ضياء الدين بامخرمة أن فريضة الحج تمثل نسكا إسلاميا عالميا تتوحد فيه الأطياف والألوان والأجناس البشرية كلها في صعيد واحد في حالة روحانية عظيمة بأمر رباني فريد من ذي العزة والجلال.
وقال السفير بامخرمة نحن نشاهد ضيوف الرحمن وهم يؤدون نسكهم بكل أمن وطمأنينة تعبدا وتضرعا إلى الله تعالى ومن المشاعر وفي هذه اللحظة أشاهد بأم عيني هذه الجموع المحتشدة من المسلمين بكل أجناسهم كل يلبي ويكبر ويستغفر الله بلسانه خاشعا محتسبا الأجر والمثوبة وقبول صالح الأعمال. وأضاف السفير الجيبوتي.. بأم عيني أشاهد كافة القطاعات الحكومية في المملكة العربية السعودية الشقيقة من ملكها خادم الحرمين الشريفين إلى أدنى مواطن فيها يعملون بدون كلل أو ملل لخدمة هذه الجموع من ضيوف الرحمان في الأمن والتنظيم والصحة والبيئة والدعوة والإرشاد والإعلام، وكلما شكرت أحدا فيهم، قال لي نحن في خدمتكم إنها قمة معاني الطاعة والعبودية من الحجاج و ممن يرعاهم من أهل المملكة. لذا يدمي القلب كمدا عندما تتحول هذه الفريضة الإسلامية التي هي ركن الوحدة والتوحيد والانسلاخ من هوى النفس وأطماعها إلى الإذلال والعبودية للرب؛ يدمي القلب ويأسف عندما ترتفع أصوات تشوش صدى التكبير والتهليل والتلبية بتسييس الحج لتصفية الحسابات السياسية.
فيا أيها الحكام من المسلمين في كل مكان.. إن الحج عبادة وليس سياسة وتآمر؛ فاتقوا الله في أنفسكم وشعوبكم وتفرغوا لخدمة اوطانكم ودينكم. واقتدوا بحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تعمل على خدمة ضيوف الرحمن وتسخر كل ما تملك لذلك؛ فهناك ما يقرب عن 3 ملايين حاج يسكنون في حيز محدود ويتنقلون سويا في زمن محدد قصير، إنها جهود جبارة وقدرة عظيمة على تنظيم ذلك وإدارة الحشود بكفاءة عالية. فالحمدلله اولا وشكرا للسعودية ملكا وحكومة وشعبا؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يحاول العمل على أن يخرج هذه الشعيرة العظيمة عن أهدافها ومبتغاها التي اكتتبها الله. فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وفي تقديري أن هذا الوحي الرباني موجه أيضا لمن يعمل على تسيس الحج وإثارة الفتن وإخراجه عن نسقه. اللهم جنبنا والمسلمين كيد الكائدين واحفظ أرض الحرمين الشريفين وبلاد المسلمين والإنسانية جمعاء من كل سوء.