«الجزيرة» - الاقتصاد:
استقبل المدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد» سليمان جاسر الحربش بالعاصمة النمساوية فيينا الأمين العام الجديد لمنظمة أوبك محمد سنوسي باركيندو، وتم بحث سبل تنشيط التعاون بين الطرفين.
ورحب المدير العام لـ«أوفيد» بباركيندو في زيارته الودية، واستهل كلمته بتهنئته على منصبه الجديد أمينًا عامًّا لمنظمة أوبك، معربًا عن مدى سروره برؤيته مرة أخرى في فيينا قائدًا لمنظمة أوبك، ومتمنيًا له التوفيق والنجاح في القيام بالمهام الجسام المسندة إليه، وأهمها الحفاظ على توازن السوق في ظل التحديات القائمة التي تواجهها المنظمة. كما عبَّر الحربش عن شكره للتغطية الجيدة الواردة في الطبعة الأخيرة من نشرة منظمة أوبك عن أنشطة أوفيد الإنمائية.
وأعرب الأمين العام لمنظمة أوبك عن امتنانه للحربش على تفانيه في قيادة أوفيد لتنفيذ مختلف برامجه الإنمائية، وتحفيز عجلة النمو الاقتصادي من أجل القضاء على الفقر في البلدان النامية. وقال باركيندو: «إن منظمة أوبك تفخر بإنجازات أوفيد. مفيدًا باعتزامه العمل بشكل وثيق مع أوفيد ومديره العام لما لديه من خبرات خلال عمله في أوفيد والفترة التي قضاها محافظًا لبلاده في مجلس محافظي أوبك».
وقد تخلل الزيارة استعراض لمختلف أنشطة وبرامج أوفيد الإنمائية، ومجالات تركيزه في القطاعَيْن العام والخاص وتمويل التجارة، فضلاً عن المنح. وأوضح الحربش أن أوفيد يولي اهتمامًا بالغًا بالنهج الترابطي اللازم لتحقيق أمن المياه والغذاء والطاقة، الذي يمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه الأهداف الإنمائية المستدامة. كما أشار إلى مبادرة أوفيد «الطاقة من أجل الفقراء»، التي تم إطلاقها عام 2008 بدءًا للعلاقة الوثيقة بين التنمية البشرية واستخدامات الطاقة.
واستعرض الحربش مع الأمين العام بيان القمة الثالثة لأوبك التي استضافتها المملكة في نوفمبر 2007، مفيدًا بأن أوفيد نفَّذ قرار القمة الخاص بالقضاء على فقر الطاقة، الذي أصبح من أهم أهداف التنمية المستدامة التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015 بعد أن أُهمل تمامًا في أهداف الألفية الصادرة عام 2000.
ونوه الحربش بالدعم الذي يلقاه أوفيد ورسالته السامية من الدول الأعضاء؛ إذ تمكّن من تأمين بليون دولار، أُضيفت إلى موارده التي بلغت بفضل هذا الدعم بدءًا من نهاية عام 2015 ما يقدر بنحو 6,9 مليار دولار. كما أشاد بدور أوفيد والتزامه بمواكبة قضايا الساعة، واستجابته للأحداث والتطورات الجارية؛ إذ يكرس احتفالاته بالذكرى الأربعين هذا العام لمحنة اللاجئين تعبيرًا عن التضامن مع الشعب السوري الذي أُخرج من دياره بغير حق.
تجدر الإشارة إلى أن أوفيد قد تم تأسيسه من قِبل الدول الأعضاء في منظمة أوبك عام 1976 كقناة جماعية لتقديم المساعدات للبلدان النامية. ويعمل أوفيد بالتعاون مع شركائه والمجتمع الدولي لتوفير التمويلات اللازمة لتطوير البنى التحتية، وتوفير الخدمات الاجتماعية، فضلاً عن تعزيز التجارة والقدرة التنافسية. وقد استفاد حتى الآن 134 بلدًا ناميًا في جميع أنحاء العالم من مساعدات أوفيد الإنمائية. ويتكون المجلس الوزاري لأوفيد من وزراء المالية من الدول الأعضاء خلافًا لمجلس وزراء أوبك المكون من وزراء الطاقة أو البترول.