وسقطتْ على أمواج من سراب، وغرقتْ في بحر من نبض، نبض من شعور بالفقد، والتيه في كشكول من الحديث في نصف إنسان، باتتْ تتفنن في غزل الحروف من نفسها بعد أن فقدت لسانها، وحتى فنجال القهوة المسائي اهتز وانسكب على أرتالٍ من الأوردة التي باتت أشبه بأنابيب صدأت عبر الزمان.
هنا، وهناك، هذه، وهذا، وتلك، أسماء إشارة إلى لا شيء، لا شيء يستحق أن تفهمه فأنت في الحقيقة لم تفهم ما يفهم.
وتتقلص الحروف بعد استطالتها في خيط دقيق أشبه بموصل كهربائي، قل عنه ما شئت: يعمل، ينفجر، يرمى في أقرب سلة مهملات، يباع، ويشترى، أو بات مُحتفظًا به في مكان ما لوقت آخر.
- أمل محمد طوهري