الخفجي - خاص بـ«الجزيرة»:
قدّم تربويان متخصصان في العلوم الشرعية فكرة لمشروع يجمع أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمسمى: (الموسوعة المحمدية في الأحاديث النبوية).
وأوضح التربويان عايض بن محمد العصيمي وقبلان بن سعد العازمي أن عملهما في لجان ترشيح الطلاب المتسابقين في اللجان المحلية لوزارة التعليم لمسابقة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وهو من الأسباب الرئيسة لتحفيزهم على البحث والتحصيل العلمي في السنة النبوية، وأن الناظر في أحوال المسلمين في الماضي والحاضر يجد أنّ الاختلاف لا زال قائماً بينهم بل ويزداد، وأنه لم يصل الخلاف إلى الحوار والنقاش بل أدّى إلى التحزّبات والتناحر وتحريف النصوص الشرعية للأهواء البشرية وإلى استباحة الدماء، مشيرين إلى أنّ من أسباب الخلاف والاختلاف الرئيسية، وأهمها صحة الحديث النبوي من ضعفه وكذلك في فهم المراد من الحديث.ورفع التربويان العصيمي والعازمي فكرة دراستهم ومشروعهم لرئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وذلك لاحتضان المشروع ودعمه وتطويره. وأكدا في حديثهما لـ»الجزيرة» أنّه قد توفر لنا - ولله الحمد - ما يمكننا في إنهاء مسيرة من سبقنا، وجمع الشتات الذي لطالما أرهق طلاب العلم في جمع الأحاديث وكتب الرجال والأسانيد، وانقطع الزمان بهم عن فهم المراد من الأحاديث النبوية.
وفي زماننا نستطيع أن تجمع جميع الأحاديث النبوية ومعرفة أسانيدها والحكم عليها وتنقيحها وتهذيبها وضبطها مع توفر التقنيات الحديثة والكتب العلمية، ولتكون الموسوعة هي العمدة في الأحاديث النبوية لجميع المسلمين ويسند الحديث لها من قبل المشتغلين بالأحاديث النبوية الشريفة.
أهداف المشروع
ويؤكّد التربويان أنه بتنفيذ هذه الفكرة الخادمة لسنته - صلى الله عليه وسلم - المطهرة بعمل مؤسسي متكامل ناجح لم يسبق تاريخياً ولن يعمل مثيل له من بعده وذلك على احتوائها على الآتي: جمع جميع الأحاديث النبوية وتمييز الصحيح والحسن والضعيف والموضوع منها، وتوثيق وتخريج جميع الأحاديث النبوية من مصادرها المعتمدة، والحكم على أسانيد الأحاديث كلها لمعرفة درجة صحة الحديث، وحصر الأحاديث الصحيحة وكذلك الحسنة والضعيفة، وإصدار إجماع لعلماء زماننا بالحكم على أسانيد الأحاديث، والعناية بضبط وتشكيل ألفاظ الأحاديث لما له من أهمية بالغة في معرفة المعنى المراد لغوياً وغيره، والعناية بفقه الأحاديث وفهم المراد منها، وتنقيح الشريعة والسنة النبوية المطهرة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وجمع المسلمين كافة على أحاديث صحيحة وتيسير الاطلاع عليها، وثقة المسلمين قاطبة بعمل الدولة عن عمل الأفراد والجماعات والأحزاب، ولاسيما أن بلادنا قامت - ولله الحمد - على الكتاب والسنة ونبذ الخلاف والتطرف والغلو بأنواعه، وثقة المسلمين في العالم الإسلامي بهذه الموسوعة العالمية النبوية واعتمادها مرجعاً علمياً معتمداً لدراستها وحفظها وتعلمها والاستفادة منها في شؤون الحياة والواقع، ونبذ ومحاربة أهل الأهواء والجماعات والتحزبات وأهل التطرف الذين تطاولوا على نصوص السنة وتحريف ألفاظها ومقاصدها عن معناها الحقيقي.
الخطوات العملية
وتكون الخطوات العملية لمشروع الموسوعة المحمدية وذلك في مخاطبة جميع الدول لترشيح من تراه عالماً بعلوم الحديث، وجمع جميع الكتب والمخطوطات المتعلقة بالحديث من جميع دول العالم للعمل بها في البحث وإصدار الموسوعة، والقيام بورشة عمل لدراسة خطة عمل البرنامج وهدفه وطرق التنفيذ، وزمن الانتهاء واكتشاف الصعوبات وتذييلها للباحثين، ودراسة كل الأحاديث النبوية والحكم عليها بالإجماع والمختلف في حكمه بين الصحة والحسن يوضع في موسوعة أخرى، والمختلف في حكمه بين الحسن والضعف فيوضع في موسوعة أخرى، واستبعاد الأحاديث المجمع على ضعفها فضلاً عن الموضوع والمكذوب منها، ووضع قدر الإمكان جميع الروايات للحديث الواحد إن كانت على درجة واحدة في الصحة، وإن كان منها حسن فينقل لموسوعة التحسين ويشار إليه وهكذا الضعيف، وتشكيل وضبط ألفاظ الحديث، وترتيب الموسوعة على الموضوعات ابتداءً من العقيدة والأخلاق... إلخ، وإعداد برنامج للكمبيوتر فتكون الموسوعة في كتاب وبرنامج يتاح للجميع في الكمبيوتر والأجهزة الذكية، وبعد الانتهاء من الموسوعة بأجزائها الثلاثة (موسوعة الأحاديث الصحيحة المجمع عليها، موسوعة الأحاديث المختلف فيها بين الصحة والحسن، موسوعة الأحاديث المختلف فيها بين الحسن والضعيف) تطرح للمناقشة لجميع الجهات المختصة في جميع دول العالم كالجامعات والمعاهد والمراكز الإسلامية والباحثين المشهود لهم بالعلم والمعرفة مع فريق العمل لإبداء رأيهم، ويتاح لهم الاعتراض والمناقشة لمدة عام لمراسلة اللجنة ومراجعتها لتعديل ما تراه مناسباً ثم إصدار قرار بانتهاء الموسوعة وتسميتها (الموسوعة المحمدية في الأحاديث النبوية)، وتترجم الموسوعة لعدة لغات ليستفيد منها العالم الإسلامي جميعاً.