عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... لا أعرف إن كان القائمون والمسئولون عن الدوري السعودي قادمين من كوكب آخر، أو أنهم من منطقة بعيدة كل البعد عن الخليج العربي فجميع الدوريات الخليجية وبعض العربية لن تبدأ نشاطها إلا بعد منتصف شهر سبتمبر، وذلك لعدة أسباب ويأتي في مقدمة الأسباب العديدة الأجواء والتي تعتبر الأشد حرارةً، وقد كان أثر ذلك واضح وجلي على الحضور الجماهيري عندما انطلق دوري عبداللطيف جميل للمحترفين السعودي في النصف الأول من شهر أغسطس (آب اللهاب) ناهيك عن التوقف الإجباري لمشاركة المنتخب.
وإذا كان البعض يعتبر أن جولتين إعداد للاعبي المنتخب فالحقيقة تقول إن معظمهم لم يشارك مع فريقه إما بداعي الإصابة أو أنه على دكة البدلاء ولا أعرف ما هي فلسفة القائمين على شؤون الدوري ولجنة المسابقات فمعروف أن أي توقف بعد انطلاقة البداية يقتل المتعة الكروية للدوري ويشتت أفكار المدربين وأسلوب الإعداد فلا الفرق استمرت في إعدادها ومعسكراتها فقط قطعت كل شيء من أجل أن تلعب جولتين وتقف حوالي شهر وهذا أمر محبط وقاتل للدوري ودليل على فشل التخطيط ومحاولة الانفراد والبروز من خلال عمل بالتأكيد أنه سلبي وسبق أن طبق وفشل فلا الأندية مستفيدة، وليس هناك أي مردود إيجابي على المنتخب وعناصره، وقد أحبط الجميع من جديد حول عمل الاتحاد ولجانه والذين مع الأسف لم يتعلموا ولم يستفدوا من أخطاء الماضي.
وما يؤسف له ويندى له الجبين أن اتحاد اللعبة والذي اتفق الجميع على فشله يطلب من الفيفا استثناء لاستمراره حتى عام 2018 وإذا ما حدث وتم التمديد فبالتأكيد ستكون كارثة رياضية كروية سعودية غير مسبوقة.
لماذا علمنا لا يرفع في البرازيل؟
لم يعد وضع الرياضة السعودية مطمئناً بصفة عامة ومن جميع النواحي وقد سجلت الرياضة السعودية فشلاً ذريعاً مؤخراً امتداداً لفشل طويل، فقد رفع علم ستين دولة في ريو 2016 ولم يرفرف العلم السعودي في حالة تعتبر من النوادر إذا ما أدركنا مكانة المملكة عالمياً من جميع النواحي دون استثناء ولكن واضح أن الأمور تتجه للمزيد من التراجع والتدهور على مختلف الألعاب وإذا كان الفشل يقوده أم الألعاب وهي ألعاب القوى فما بالك في مختلف الألعاب، والدليل على أن المشكلة ليست بالعدد ولا الكم هناك دول سجلت إنجازا ورفع علم بلادها رغم قلة عدد سكانها ومحدودية إمكانياتها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل هناك من يبرر ويحاول أن يوجد أعذار، والمشكلة الأكبر أن الوفد السعودي والمرافقين أكثر من عدد المشاركين في فعاليات الدورة وهذه أحد مشاكلنا الرياضية المستفحلة حتى الكويت استطاع لاعبوها أن يحققوا إنجازا ويسجل لهم رغم إيقاف رياضتها دولياً. والحقيقة التي يجب أن توضح ويشار إليها أن منظومة الرياضة لدينا يجب صياغتها من جديد وإعادة هيكلة الاتحادات وتجديد الدماء والأفكار وعدم استمرار من أخذ فرصته ويريد أخذ فرصة غيره وإذا لم يتم العمل على تصحيح الأمور من جديد وعدم المجاملة في اللجان والاتحادات والمنظومة بصفة عامة وإلا ستشاهدون مزيداً من التقهقر والانهيار الكامل وعدم التواجد على أي مستوى.
نقاط للتأمل
- انطلق دوري جميل السعودي وتوقف ولم نجن من خلال جولتين إلا مزيدا من التهم والتراشق والدخول في الذمم ولم يكن لاحترام الذات واحترام الآخرين وجود عند البعض ولم يدركوا أن الكرة متعة وتقضية وقت ممتع ونوع من الترفيه وليست حرباً أو خلق المشاكل بين الإخوان والأصدقاء وإلا لم تعد كرة ورياضة إطلاقاً.
- لم يمض إلا يومين فقط على مطالبتي إدارة النصر بإبعاد اللاعب حسين عبدالغني إلا وخسر النصر من الاتفاق وحدث من اللاعب ما حذرت منه ودخل في مشادات وكلام لا يليق مع مدير الفريق وأخيراً طالبت الجماهير النصراوية ما سبق أن طالبنا به من عدة أعوام ولكن الإفاقة جاءت متأخرة وإذا لم يحسم الأمر بالإبعاد فإن الفريق في طريقه للتدهور والانشقاق ومزيد من الابتعاد وكله من أجل خاطر (حسين).
- أقدر أقول إن الدكتور بخاري جاب العيد وليست المرة الأولى ولكن هالمرة مطبلة وفيها اتهام كبير وتجاوز قانوني غير عادي وينطوي تحت طائلة الفساد الرياضي فإما أن يثبت ما ذكره وإن لم يستطع فعليه أن يتحمل العقاب المناسب من الجهات الرسمية، حيث إن ما ذكره يثير الرأي العام ويشكك في نزاهة العاملين في قطاع الرياضة وما أؤتمنوا عليه فلا مجال للمراوغة أما الإثبات أو المحاسبة والتشهير بنوعية العقاب ليكون ردعاً له ولأمثاله.
- نادي الشباب على صفيح ساخن بين خسائر ونزيف نقاط وشكاوي محلية ودولية وتهديد من أعلى سلطة رياضية وعدم تسجيل لاعبيه الأجانب، والإدارة لا حول لها ولا قوة فيما يحدث والمسئولية تقع على رجالات الشباب وأعضاء شرفه والذين يجب أن يجتمعوا ويتكاتفوا ويجدوا حلولاً ولو وقتية لكل هذه المشاكل قبل أن ينهار الفريق ويحرم من كل شيء وبعدها لن يفيد الندم.
- بعد جولتين من الدوري لم يسجل أي فريق تميزا عن الموسم الماضي بل بالعكس فبطل الدوري لم يظهر حتى الآن بمستواه المعهود وكان فوزه ضعيفاً جداً وخطوطه لم تعد متماسكة كما كانت من قبل، والوصيف الهلال فاز فوزين ضعيفين أمام الباطن والتعاون وهناك استياء من مستوى بعض لاعبيه خاصة الأجانب، أما النصر والاتحاد فما زالا مكانك راوح حبه فوق وحبة تحت والجولات القادمة البعيدة ستؤكد ذلك، أما البقية فلا يزال الحكم عليها مبكراً ولكن للحديث بقية حول مستوياتها وأدائها.
خاتمة: (الصبر زين وعزت النفس تغنيك عن منه العربان قاصي وداني إن ما عطاك الله فلا أحد بمعطيك أقنع بمقسومك ترى العمر فاني).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.