* مشكلتي مع زوجي هي غيرتي العنيفة معه فأصبحت أطارده وأتابعه بشكل هستيري, فأنا أحبه حباً شديداً ولكن مع غيرتي التي أصبح يرافقها شك أيضاً انقلبت حياتنا لجحيم فما العمل؟
* الرد:
للأسف أن هذه السلوكيات غير السوية تحضر تحت مظلة الحب, والحب من تلك الحماقات براء؛ فالحب ليس مجرد آهات وكلمات تقال إنما هو سلوكيات إيجابية وحسن ظن وصبر جميل وتضحية وتغافل
والدعاوى ما لم يقيموا عليها
بينات أصحابها أدعياء
والحب الحقيقي يكمن في بث عبق الثقة في بيوتنا والاستظلال بفي الود والعاطفة الصادقة وليس من الحب مضايقة الزوج ومطاردته ومحاصرته فثمرة هذا يقيناً نزاع وشقاق وكره وأحقاد كما أن ملاحقة الزوج ستولد رغبة جارفة لديه في كسر الحواجز ولن تثنيه مطلقا عن أي فعل!
ونصيحتي لأختي الزوجة الكف فورا عن مطاردة الزوج وملاحقته فتلك التصرفات لا ترد خيانة ولا تمنع زواجا وتذكري أولاً وأخيراً أن هذا الزوج ليس مملوكا لك وأجمل ما يمكن فعله تجاه حماية أسرتك وبيتك هو الالتجاء لله بأن يحفظكم وأن تؤدي ما عليك من واجبات على أتم وجه.
- من المؤسف أن يستهلك الرصيد العاطفي في الغيرة واستنبات بذور الكره فمن الضرورة ضبط النفس وتقوية مهارة السيطرة على المشاعر المشحونة وعدم الانسياق مع الخيالات السيئة التي تجسد الوهم وتجعل منه حقيقة لا تقبل النقاش والاستفادة من التجارب السابقة التي بان فيها زيف وخطأ تلك الخيالات.
للتخلص من هذا الداء الوبيل يجب الخروج من نفق احتقار النفس المظلم وحفرة الدونية المقيتة. ويجب النظر للذات نظرة إيجابية وسبيل هذا أن يحب الإنسان نفسه حبا يحميها ويدفعها للتطوير واستدراك السلبيات فمن لا يحب نفسه فلن يهدي الآخرين حبا وحنانا والتوقف فوراً عن تقمص دور الضحية واستشعار قبح التصرف وأثره البالغ على تشويه الشخصية والتأمل في سوء العاقبة.
- تعتبر القناعة والرضا من مجففات منابع الغيرة ولا يقصد بها الاستسلام أو الرضوخ للواقع.. إنما هو الرضا بما قسمه الله وحسن الظن بالنفس والثقة بالإمكانات والقدرات والمواهب الشخصية. والغيرة الزائدة هي بمثابة احتجاج على الذات بل ورفض تام لها.
- تغيير اتجاه المسار الفكري واستعاضة الاستغراق في استخوان الزوج ومطاردته بالعمل على إسعاده وإشباعه عاطفياً وجسدياً والتركيز على الأسئلة الإيجابية من قبيل كيف أسعد زوجي؟ كيف أجدد حياتي؟
- تحسين العلاقة بالله والمداومة على الاستغفار والأذكار فهي لا شك تورث طمأنينة وسكينة وتهذب الانفعالات السلبية، الإيمان بقضاء وقدره فالجزع والقلق جاذب للألم والمتاعب النفسية.