الدوحة - أحمد السليس:
تمثل قطر وجهة حيوية للسياحة، وفي فترات مختلفة، مع تواصل المهرجانات والفعاليات التي تقام في هذا البلد المتجدد سياحيًّا، الذي يمتلك بنية تحتية متميزة في هذا الاتجاه. كما أن القائمين على الجانب السياحي في الدولة يحرصون في كل مرة على تنفيذ فعاليات نوعية تلقى إقبالاً كبيرًا لدى السياح، وتحديدًا القادمين من المملكة العربية السعودية.
لقد استقبلت قطر خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2016م (1.4 مليون زائر)، كان من بينهم 665,355 زائرًا من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بحسب تقرير الأداء السياحي عن النصف الأول الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة.
ويشير التقرير إلى أن السعودية لا تزال تحافظ على مكانتها كأكبر سوق مصدرة للسياح إلى قطر، كما ينسب إليها القسم الأعظم من النمو الذي شهدته أعداد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ بلغت الزيادة في عدد الزوار السعوديين إلى قطر39,650 زائرًا إضافيًّا؛ ما يعادل 10 % من النمو. وسجلت أعداد الزوار القادمين من الإمارات العربية المتحدة أيضًا معدل نمو ملحوظ (بنسبة نمو 13 %)، بينما ارتفع عدد الزوار القادمين من مملكة البحرين بنحو 1 %.
مهرجان صيف قطر
مع بداية شهر أغسطس انطلق مهرجان صيف قطر الذي تتواصل فعالياته على مدار الشهر. وقد تم تصميم المهرجان على نحو يضمن اجتذاب الزوار خلال موسم يقع خارج أوقات الذروة المعروفة في قطاع الضيافة والتجزئة في قطر، وذلك عبر باقة من العروض الخاصة للفنادق وتخفيضات مراكز التسوق والفعاليات الثقافية والرياضية التي من شأنها أن تزيد عدد رواد الأماكن والمتاجر في قطر.
وقد تم توفير الكثير من الفعاليات منذ اليوم الأول لانطلاقة المهرجان الذي تفاعلت معه الفنادق ومراكز التسوق وجهات عدة في الدولة.
«كتارا»
واحدة من الجهات المهمة التي يحرص زائر قطر على الذهاب إليها «كتارا»؛ فهي إلى جانب أنها مطلة على البحر مباشرة، ولها شاطئ خاص، يتوافر بها عدد من المطاعم والكافيهات، إضافة إلى وجود مرافق مهمة، كالمسرح الروماني المفتوح ومركز الفنون، وغير ذلك من المرافق التي تحظى بإقبال لدى الزائرين كافة.
ويوجد في كتارا واحد من أفضل مطاعم الأسماك على الإطلاق، هو مطعم «لوزار»؛ فهو يقدم أنواعًا مختلفة من الأسماك.
منطقة اللؤلؤة
كذلك لا يمكن للزائر إلا أن يمر بهذه المنطقة الجديدة التي تعرف بحالتها العمرانية الجاذبة، إضافة إلى وجود مراكز تسوق، ومطاعم راقية ذات إقبال من السياح، منها «لاجونا مول»، وهو واحد من المراكز الكبرى في قطر، وبداخله تتوافر محال كبريات العلامات التجارية في العالم، التي بعضها لا يوجد إلا في هذا المركز.
متحف الفن الإسلامي
يُعتبر المتحف من أهم المتاحف في العالم، لا من ناحية تشييده العمراني الفريد، ولا موقعه المميز المطل على البحر فقط، وليس انتهاءً بما يحتضن من محتويات ذات قيمة تاريخية كبيرة ومن مختلف أقطار العالم.. فالمتحف يضم قطعًا نادرة وفريدة من نوعها، وتمتلك تاريخًا طويلاً، يحكي حضارات وعصورًا بعيدة، ولا يقتصر على ناحية من العالم دون أخرى، بل في كل ركن منه قد يجد الزائر قطعة ذات علاقة ببلاده في قديم الزمان.
سوق «واقف»
من المعالم التي يفترض على زائر قطر المرور عليها هي سوق واقف. وهو سوق قديم، يعود لعشرات السنين، تم أحياؤه دون المساس بهيئته القديمة؛ ليبقى شاهدًا على تاريخ مهم لدولة قطر. وفي هذا السوق يزدحم الناس، وتمتلئ ممراته من السياح، وكذلك من أهل البلد. وقد تتجدد له الزيارة يوميًّا للحيوية الكبيرة للسوق من خلال حركة الناس المستمرة، سواء تبضعًا أو بحثًا عن تناول الأكل في مطاعم السوق، وأبرزها المطعم المميز بأكلاته الشعبية، وحتى الجديدة «العنة».
كما أن السوق يحتضن عددًا من الفنادق، أبرزها فندق «الجسرة»، وهو من بين الفنادق الأفخم والأجمل، ليس على مستوى السوق فحسب، بل على مستوى الدولة؛ فهذا الفندق بالرغم من هيأته التراثية من الخارج إلا أنه من الداخل يتميز بديكور عصري ومؤثث بأفضل أنواع الأثاث على مستوى العالم.
«ستاند أب كوميدي»
من بين البرامج التي شهدها صيف قطر برنامج «ستاند أب كوميدي» الذي أقيم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من المشاهير في هذا المجال؛ إذ توافد الزوار من اليوم الأول على مكان العرض الذي يبدأ في الساعة الثامنة مساء، وينتهي بحلول الثانية عشرة.
المدينة الترفيهية
خلال مهرجان صيف قطر اكتظت المدينة الترفيهية الموجودة في مركز الدوحة للمؤتمرات والمعارض بأعداد كبيرة من الأسر التي استمتعت بالفعاليات المقدمة على أرض المركز. فإلى جانب الأدوات الترفيهية الموجودة في المدينة، وكذلك المطاعم وأركان الأكل المنتشرة في أنحاء المركز، كان هناك مجموعة من البرامج التي تفاعل معها الصغار والكبار.
زيادة الزوار
من جهتها، قالت الهيئة العامة للسياحة في قطر: نتوقع زيادة أخرى في أعداد الزوار خلال الربع الأخير من العام، وذلك بالتزامن مع بداية موسم السياحة البحرية الذي ينطلق في شهر أكتوبر.
وأضافت: «لقد قامت 32 سفينة بالتسجيل فعلاً؛ كي ترسو على الشواطئ القطرية، ويتوقع أن تحمل على متنها أكثر من 50 ألف راكب، أي بزيادة قدرها عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي. وسوف تتواصل وتيرة هذا النمو مع قيام الهيئة وشركائها بتنفيذ خططهم من أجل إعادة تطوير ميناء الدوحة، وإنشاء مرفأ جذاب لسفن الرحلات البحرية في الخليج».