«الجزيرة» - الاقتصاد:
قال تقرير حديث، إلى أن التحول الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية بالخليج ناتجٌ عن الضغوط التي تركز على المستهلكين. وأظهر التقرير الجديد كيف أن النزعة الاستهلاكية باتت تعمل كمحرك رئيسي لإعادة تشكيل قطاع الرعاية الصحية، حيث إن هذا التحول غير مقتصر على الابتكارات في مجال رعاية المرضى فحسب، بل إنه يمثّل خلق تصاميم جديدة كلياً للأعمال، تتخطى القيود المفروضة على سوق الرعاية الصحية الحالية، لتوفير الصحة والعناية حسب متطلبات المستهلكين.
كما أوضح التقرير أن تصميم أعمال الجيل القادم سيكون مبنياً على أساس متطلبات المستهلكين، لا على أساس قوانين وخطط التأمين الصحي. وسيعمل هذا النموذج الجديد على إنجاح إطلاق سوق الرعاية الصحية 2.0 (أي الجيل الجديد لسوق الرعاية الصحية)، حيث يلتقي عدداً كبيراً من الصناعات لخلق سوق جديدة تقدم الرعاية الصحية والعناية والحياة الأفضل للمستهلكين. واستناداً إلى تحليل شركة أوليفر وايمان بعنوان «ثورة السوق»، يعمل نموذج الأعمال الجديد على خلق سوق بـ6 تريليونات دولار لتقديم الرعاية الصحية والعناية والحياة الأفضل للمستهلكين، وتتميز هذه السوق بمستوى فائق من الفعالية، حيث تقدم قيمة أعلى بنسبة40 %، إضافة إلى تجربة محسنة للمستهلك.
وبحسب التقرير، يعاني حالياً نظام الرعاية الصحية في دول المجلس من ارتفاع التكاليف، والتفاوت في مستوى جودة الرعاية المقدمة، إضافة إلى الافتقار إلى الشفافية بشكل عام.
ويقول الدكتور سفين أولا ففاثجي الشريك ومدير ممارسات الصحة وعلوم الحياة لدى «أوليفر وايمان» في الشرق الأوسط وإفريقيا: من خلال تبني الابتكارات المتعلقة بنموذج الرعاية الصحية الذي يركز على المستهلك، يمكن للأنظمة الصحية في دول المجلس أن تحقق قفزة نوعية في أسواق الرعاية الصحية عالمياً. كما يمكن لقطاع الرعاية الصحية للأمراض المزمنة على وجه الخصوص الاستفادة بشكل كبير من النماذج الجديدة للرعاية الصحية التي تعطي المزيد من المشاركة والتحكم للمريض.
وأضاف فاثجي: الكثير من المستهلكين من الشباب في الشرق الأوسط على دراية بأحدث التقنيات ويمكن الوصول إليهم باتباع نماذج الرعاية الصحية الفردية والحديثة، وتمثِّل إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الفردية فرصة فريدة من نوعها في المنطقة، بعد أن كانت تمثِّل تحدياً كبيراً وتاريخياً في المنطقة. ويمكن لعملية التوسع في مجالات الرعاية الصحية التقليدية للمرضى وتحويلها لخدمات أكثر شمولية أن تساهم بدفع عجلة النمو الاقتصادي في دول المجلس. وتابع: تعتبر النظم الإيكولوجية الصحية في دول الخليج متأخرة بعض الشيء في وقتنا الحالي، لذا فإن الجيل الجديد من خدمات الرعاية الصحية من شأنه أن يلعب دوراً رئيسياً في نمو الأعمال في قطاع الرعاية الصحية المحلية وخلق عدد كبير من الوظائف الجاذبة والمستقرة في القطاع الخاص.