أبها - عبدالله الهاجري:
تمثل بسطات الفواكه المتناثرة على جوانب الطرقات في منطقة عسير أهم المظاهر اللافتة التي يمكن أن تلفت انتباه السياح الذين يرون في هذه البسطات لوحات فنية زاهية وملونة متناثرة في كافة المحافظات والأمكنة والتي تقوم بالبيع لساعات متأخرة من الليل ومن ساعات الصباح الباكر تلبية لاحتياجات السياح، مانحة البهجة والسعادة والتفاؤل.
ويقول البائع على عسيري: «إنني أقوم ببيع كافة أنواع الفاكهة التي يقبل عليها الزوار بشكل كبير جدا، من إنتاج مزرعتي، خصوصا البرشومي والرمان، وأتناوب أنا وإخوتي على عملية البيع، ونضطر للسهر إلى ساعات متأخرة وإلى تأمين الفواكه في الصباح الباكر».
بدوره، أوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد الفرطيش أن المنطقة تعبر عن لوحة فنية من الفاكهة التي تعتبر مصدر جذب للسياح ولسكان المدينة، وقال الفرطيش: «إن منتج عسير من الفاكهة يصل إلى 58.762 ألف طن سنويا، يتم إنتاجها من الحيازات في المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي 13,658 ألف هكتار»، مبينا أن هناك استفادة كبيرة من مزارع عسير من هطول كميات كبيرة من الأمطار التي هطلت مؤخرا على منطقة عسير التي عملت على رفع منسوب المياه في الآبار بسبب وصول المياه المحلاة إلى معظم محافظات ومراكز المنطقة، مما وجه مياه الآبار نحو الزراعة.
وأضاف أن فرع الزراعة نفذ مشروع إعادة استزراع المدرجات وحصاد المياه خلال الفترة الماضية، وقدم دورات تدريبية حول الري ووسائله الحديثة وبرنامج تسويق المنتجات الزراعية الذي استفاد منه مؤخرا أكثر من 50 مزارعا، إضافة إلى الورش المستمرة حول كل ما له علاقة بالزراعة بعد عمليات الرفع المساحي للأراضي الخاصة بها، فضلا عن تفعيل السياحة الزراعية والاستفادة من المزارع.
وأضاف في ذات الصدد: «نعمل على برامج إرشادية للاستفادة المثلى من المدرجات الزراعية وكيفية الحفاظ عليها وعلى شكلها الجمالي، إضافة إلى فوائدها على البيئة».
وعن أهم المنتجات الزراعية، أفاد الفرطيش أن بائعي الفاكهة على طرقات عسير وأمام المزارع تعتبر ظاهرة فنية وجمالية ملونة بالفاكهة التي تشتهر بها عسير ومنها الرمان والبرشومي والخوخ والكمثرى والبطيخ والعنب وغيرها من الفواكه التي ساهمت أيضا في دخول الشباب خلال موسم الصيف لبيعها وتحقيق العوائد الاقتصادية، مؤكدا أن بسطات الفاكهة على الطرقات تكاد تكون متواجدة على مدى 24 ساعة في اليوم.
ولفت إلى أن المنطقة عرفت بمنتجاتها من الفاكهة والخضروات والعسل والحبوب والبر والورقيات وغيرها.
من جهته، أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة المهندس محمد العمرة وجود شراكات بين فرع الهيئة ومختلف القطاعات، وخصوصا الزراعة لما لها من تأثير كبير على السياحة في المنطقة. وقال العمرة إن الزراعة تعتبر من أهم الموارد الاقتصادية المقترنة بالسياحة، نظرا لما اشتهرت به عسير من فاكهتها الصيفية التي تعتبر من أهم الهدايا السياحية التي يقوم السياح بحملها معهم كهدايا للأقارب والأهل.
وبين العمرة أن فرع السياحة بعسير لا يألو جهدا في الدخول مع هذه القطاعات في اتفاقيات وشراكات داعمة يمكن أن تعزز من موقع عسير السياحي، مبينا أن أهم ما يجب أن يتم الاهتمام به هو تغليف الفاكهة وعملية إيجاد أشكال مبتكرة لسلال الفاكهة التي يمكن أن تحافظ عليها من الناحية الصحية وتحقق شكلا جماليا وتسويقيا، وهذا ما يجب الاهتمام به عند عملية البيع والتسويق، مشددا على أن هناك العديد من الأسر المستفيدة من بيع المنتجات الزراعية التي تحقق أيضا وظائف موسمية لبعض الشباب.