«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كنت مع أحد المعارف الذي سوف يغادر الوطن في إجازة سياحية مع أفراد أسرته عندما سألني عن رغبته في تغيير أقفال بيته العامر. قبل السفر من باب الاحتياط كونه قبل سنوات وجد أحدهم قد دخل بيته وعبث فيه واكتشف أن السبب كان إهماله في عدم استخدامه لأقفال ممتازة لذلك فهو لا يريد أن يقع في الخطأ مرة أخرى. فإذا بصاحب لنا وكان جالسًا معنا يجيبه بثقة عن كل ما يحتاجه من معلومات عن طلبه وتوافره لدى (مؤسسة تجارية معروفة. فكانت فكرة هذه (الإطلالة) لهذا اليوم عن «عالم الأقفال» ويعزى وحسب المعلومات التاريخية أن صناعة وابتكار الأقفال يعود للفراعنة القدماء فيعود لهم اكتشاف طريقة صنعها.. كذلك أن أقدم قفلاً وعثر عليه كان في «نينوى» العراقية حيث وجد في الخرائب القديمة..، اكتشف أنه صناعة فرعونية..؟! ولقد استطاع الرومان القدماء صناعة الأقفال بصورة متطورة في ذلك الزمن. اما في الصين فاشتهرت بأقفالها الخشبية المتميزة ذات (المزلاج) الذي انتقلت فكرتها للدول المجاورة كالهند والعرب. وفي المملكة كان المزلاج (القفل الخشبي) كان سائدًا في مختلف القصور والبيوت حتى وصول الأقفال الحديدية.. وكانت أوروبا قد تميزت في العصور الوسطى بإنتاج أقفال ذات أشكال وتصاميم جميلة بالمقارنة بغيرها من الأقفال الأخرى.. ومع مرور الأيام والعقود تطورت صناعة الأقفال في مختلف دول العالم من خلال المحاكاة والتقليد وحتى التَّميز والتفرد، حيث باتت بعض الأقفال تتميز بنوعية معينة من (العقدة) التي لا تتيح لغير صاحب القفل معرفتها وبالتالي يصعب على الغير استخدام مفتاحه. وفي المؤسسات المصرفية والبنوك خزائن كبرى لها أقفالها الخاصة والضخمة التي لا تفتح إلا بحضور أكثر من مسؤول بهذا البنك أو ذاك المصرف كون هذه الأقفال لها أرقامها السرية والرقمية وحتى تعدد المزاليج فيها ومن هنا باتت الأقفال أكثر أمانًا وثقة في كونها سوف تمتع الغرباء أو اللصوص العبث في ممتلكات الآخرين.. وفي القرن الـ20 والـ21 أصبحت الأقفال ذات طابع رقمي وتقني. فهذه أقفال لا تحتاج لمفاتيح وإنما لأرقام أو حتى بصمه. وعندها تفتح تلقائيًا وأحدث الأقفال المعاشة التي هي داخل جيوبنا الآن هي أقفال هواتفنا الذكية وأرقامها التي نستطيع تغييرها حسب رغبتنا.. ولو قمت بجولة داخل أسواق «الأقفال» لدهشت مما تشاهده. أقفال ثمينة جدًا.. وبأسعار متوسطة وأسعار معقولة في متناول الجميع.. ومن مختلف الأشكالالأنواع. بالمفاتيح أو بالأرقام أو حتى بالبطاقة التي تتجدد حسب رغبة العميل أو كما يحدث في الفنادق حيث تتجدد بطاقة الدخول للغرفة مع كل نزيل جديد. وأشهر الأقفال هذه الأيام هي أقفال العشاق والأزواج في باريس حيث يعلق زوارها من العرسان والعرائس وحتى الذين يأتون في زيارة سياحية قفل موده يعلق بعد قفله في ميه نهر السين الباريسي العظيم.. وفي بعض المدن الأمريكية تجد سيارات على شكل متاجر تبيع الأقفال المختلفة بطريقة عرض سيارات المأكولات التي تتجول في الشوارع والمتنزهات.