حوار - عيسى الحكمي:
بعد 16 عاما من العطاء قرر عضو شرف النصر وعضو مجلس إدارته فهد بن عبد العزيز العجلان الاستقالة والاكتفاء بمركزه الشرفي في ناديه الذي جاء إليه وهو ابن الـ28 ربيعا.
لماذا استقال فهد العجلان؟ وهل هناك خلافات أو اختلافات دفعته لهذا القرار؟، ولماذا غاب عن اجتماع رمضان؟، وكيف غاب اسمه عن قائمة المشكورين التي أطلقها الأمير فيصل بن تركي عندما أعلن الأخير استقالته بنهاية الموسم الماضي؟، ولماذا لم يصعد لمراكز إدارية في ناديه وهو الداعم الثابت لجميع الإدارات التي عاصرها؟ وما رأي رجل الأعمال الناجح باقتصاد الأندية وهو يشاهد حجم الديون التي تعاني منها؟.
جميع هذه التساؤلات تطرحها «الجزيرة» على الأستاذ فهد فإلى هذا الحوار:
* بداية، ما هي الملابسات الحقيقية لاستقالتك من عضوية مجلس إدارة النصر وأنت الرقم الثابت في المجلس منذ 16 عاما؟.
- لا توجد أي ملابسات لهذا القرار، منذ فترة والفكرة تراودني لكوني عضو هيئة أعضاء الشرف وأيضا عضوا في مجلس الإدارة ومشرفاً على فريق كرة القدم لدرجة الناشئين، وهي مسؤولية كبيرة بجانب الارتباطات العملية الخاصة التي تأخذ جل الوقت، بعد التفكير وجدت أن الاستمرار كعضو في هيئة أعضاء الشرف هو الخيار الأنسب وسيعطيني مساحة أكبر للمشاركة في خدمة النصر خاصة وأن مهمة الإشراف على لعبة يتطلب الحضور وأنا لا أستطيع لذلك من الأفضل الدعم من خلال البوابة الشرفية، أيضاً لدي فلسفة ومقتنع بها وهي أهمية التجديد وفتح المجال أمام الدماء الجديدة، وأنا واثق بأن النصر يمتلك خامات كثيرة وقادرة على تقديم الأفضل لناديها.
* هل يوجد ارتباط بين استقالة الأمير فيصل بن تركي قبل نهاية الموسم الماضي وقرارك الذي جاء بعدها مباشرة؟.
- نيتي بالاستقالة كانت مبكرة، وقد تحدثت مع الأمير فيصل عن رغبتي بأن أستقيل أثناء الموسم ولكنه في كل مرة يرفض وعندما وجدني مصراً اقترح علي تأجيلها لنهاية الموسم.
* هل وجدت محاولات للعدول عن القرار؟
- نعم تلقيت الكثير من الاتصالات سواء من داخل مجلس إدارة النصر أو من زملائي الشرفيين لكن الجميع اقتنع بمسببات القرار.
أستاذ فهد، ما بين الإشراف الطويل على لعبة كرة الطائرة والإشراف القصير على فريق الناشئين، كيف تقيم المرحلتين؟
- في الحالتين أنا راض كل الرضا عن الدور الذي لعبته، في كرة الطائرة حافظنا تقريباً في أغلب الفترة على التواجد ضمن أفضل ثلاثة فرق، وأتذكر أن أحد المحبين للنادي طلب مني في نهاية الفترة فتح المجال لغيري وقد نفذت رغبته وانتقلت لفريق درجة الناشئين لكرة القدم ومعه الحمد لله أيضاً حققنا أكثر من بطولة بما فيها الدوري وقدمنا عناصر واعدة، لذلك أعتقد أن لكل مرحلة مخرجاتها التي أنا سعيد بها وقبل ذلك سعيد بخدمة النصر الذي قدمني وقدم غيري لجماهير الشمس.
* أيضاً أنت عملت مع خمس إدارات كيف تقيم تلك المراحل؟
- لكل مرحلة أو دورة إدارية ظروفها، طبعا أنا انتسبت لمجلس إدارة النصر وعمري 28 عاما في إدارة الرمز الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- وفي تلك المرحلة كنت طالبا في مدرسة الرمز الإدارية التي لا يمكن لمثلي تقييمها، وعملت في إدارة الأمير ممدوح المكلفة وأيضا الأمير سعد بن فيصل والأمير فيصل بن عبد الرحمن وأخيراً في إدارة الأمير فيصل بن تركي وجميع المجالس التي عملت معها أضافت لي وقدمت للنصر كل ما تستطيع ومن الصعب في النهاية أن تقيم إدارة وأنت عضو فيها.
* هناك من أشار إلى وجود نوع من الاختلاف دفعك للاستقالة مستدلين بعدم تواجدك في اجتماع أعضاء الشرف في شهر رمضان، أيضاً لم يوجه لك الأمير فيصل بن تركي الشكر عبر صفحته في «تويتر» رغم باعك الطويل في دعم النادي؟.
- ليس فهد العجلان الذي ينظر لمثل هذه الأمور بمحمل الجد، الواقع لا خلاف ولا اختلاف مع أي نصراوي وتحديدا مع الأمير فيصل بن تركي، ما بيني وبين الأمير فيصل أكبر من كلمة شكرا، بيننا تفاهم واحترام عميق لا يقبل التأويل أو الاصطياد بالماء العكر، وبالنسبة لاجتماع أعضاء الشرف تلقيت دعوة خطية وهاتفية لكن تواجدي وقت الاجتماع خارج المملكة منعني من الحضور وأيضا منع ابن أخي عبد العزيز بن عجلان العجلان المتواجد للدراسة في الولايات المتحدة لكننا في النهاية متحدون مع كل ما يحقق مصلحة النصر وداعمون بكل ما نستطيع.
* وكيف ترى نتائج الاجتماع الذي أعاد الأمير فيصل بن تركي مجددا لرئاسة النادي؟
- النتائج مبشرة بالخير والأمير فيصل خير من يقود النادي في هذه المرحلة لأنه الأعلم بظروفها وكذلك زميلي عبد الله العمراني وجميع الأعضاء سيكون خير سند له في مهمته، وشرفياً سعدت كثيراً بالتجاوب والحماس الذي قاده الأمير مشعل بن سعود والذي أبارك له رئاسة مجلس هيئة اعضاء الشرف وأعتقد أن الخروج بتأمين 65 مليونا يتحدث عن نجاح الاجتماع.
* وكيف تشاهد ابتعاد العضو الداعم الذي كان يمثل الرقم الصعب في مسيرة النصر خلال فترة التوهج الماضية؟
- تابعت لقاء الأمير فيصل بن تركي بعد استقالته وأجاب إجابة كاملة حول هذا الموضوع عندما قال: إن «عودة العضو الداعم بمثابة البطولة الكبرى للنصر» وكأي نصراوي محب أعتقد أن العضو الداعم لا يحتاج مني لشهادة بما قدم ولكن الداعم وجميع أعضاء الشرف يجمعهم حب النصر وسعادة جماهير النصر هدفهم لذلك لن يطول الغياب بإذن الله وسيجمع النصر الجميع.
* فقد النصر في الموسم جميع المكاسب التي حققها قبل ذلك بموسمين إلى ثلاثة، ووصلت الأمور لاستقالة الرئيس ومن ثم عودته، بما أنك في المشهد كنت حاضرا، ماذا حدث للنصر ليصل به الأمر لما وصل؟
- أعتقد أن الجميع خاض في هذا الأمر، الأمير فيصل بن تركي قدم الكثير وحقق نجاحات كبيرة في الفترة الماضية بشهادة الإنجازات، ما حدث للفريق «توقف» يحدث لجميع الفرق العالمية لكن حجم «الشو» على النصر بشكل أكبر من غيره، نعم هناك هزة وهناك أسباب لكن النصراويين قادرون على تجاوز المنعطف وأعتقد أن الأمور أعيد ترتيبها سريعا ونلمس الآن عملا جادا للعودة من جديد لدائرة الضوء والتألق بإذن الله.
* الجميع تداول الأسباب ومن ذلك وهو الأهم الجانب الاقتصادي للنادي، برأيك لماذا تدهور الوضع المالي للنصر؟
- لا يوجد ناد لا يعاني من الجانب المالي، لكن الضوء تسلط بشكل كبير على النصر لأنه النصر، نعم هناك نقص في الموارد بجميع الأندية لكن المحبين وأعضاء الشرف لن يتركوا أنديتهم وخاصة النصر لن يتأثر طويلا بهذا الجانب.
* لكونك رجل اعمال لماذا تعاني الأندية ماليا؟
- الأسباب كثيرة جدا، من ذلك نقص الخبرة المالية في الأندية ونقص الشفافية في إبراز القوائم وترتيب الأولويات، أيضا لا يوجد ترتيب اقتصادي كاملا ولا يوجد خطط قصيرة وطويلة المدى وأيضا غياب المختصين المتفرغين في أغلب الأندية، كذلك عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار في الرياضة رغم أنها سوق عالمية رحبة والأمثلة من حولنا في الخليج أو آسيا وأوربا تؤكد الدور المتناغم بين الرياضة وقطاع المال والأعمال الخاصة.
* لماذا العزوف من القطاع الخاص؟
- لا تستطيع ان ترمي بالمسؤولية على طرف وتترك الآخر، لكن القطاع الخاص يحتاج لكراسة واضحة من الأندية حتى يعلم ما له وما عليه، الأندية لها قيمة كبيرة لكن هذه القيمة بحاجة لتسويق وأعتقد أن الأندية التي لا تستطيع التسويق لمنتجها عليها أن تتحرك نحو المختصين ليقوموا بالدور وهو حل برأي استراتيجي ومنطقي تقوم به كبرى المؤسسات والشركات، فإذا كنت لا تستطيع أن تفكر يجب أن تجلب من يفكر بالنيابة عنك والمصلحة مشتركة في عالم «البزنس».
* كيف تخرج الأندية من هذه الأزمات خاصة والحلول تبدو هشة وهي أشبه بالمسكنات؟
- أتفق كثيرا معك في هذا الجانب يجب أن تكون الأرضية صلبة للحلول فالأرقام مرعبة، الخصخصة مثلا أحد الحلول المنتظرة لكن يجب أن تكتمل الاستعدادات لها، حاليا الأندية تحل كما نتابع مشاكلها بدعم أعضاء الشرف ورؤساء الأندية ومن خلال بعض المداخيل والآن دخلنا موجة الاقتراض لكن المشاكل تعود مجددا لنفس النقطة، لذلك سمعت قبل فترة رأياً بتقليص العنصر الأجنبي بما أن أغلب المشاكل هي مستحقات للاعبين الأجانب على الأندية وأنا أؤيد ذلك ما دام يوقف تفاقم المشكلة والتمدد فيها، أيضاً إعادة النظر في أرقام العقود، كذلك على الأندية وقطاع الرياضة بشكل عام أن يطلق للشفافية المساحة وأن يتصرف بحسب الواقع الذي لديه مالياً.
* على الصعيد الشخصي، دعمت النصركثيراً لكن لم تصل لمراكز في إدارته، لماذا لم نشاهدك في مركز أكبر من الإشراف على لعبة معينة؟
- دعم النصر بالنسبة لي ينبع من حبي له منذ الطفولة وليس للوصول إلى مراكز معينة، مع ذلك ظروف فهد العجلان تختلف عن ظروف الكثير من أعضاء مجلس الإدارة، المنصب دائما التزام والالتزام يبدأ بالحضور وأنا لا استطيع ذلك، ولا أخفيك عرضت علي مناصب في إدارات النادي لكنني في كل مرة أعتذر ولو كنت استطيع منح النصر جزءاً يسيراً من وقتي يومياً لما استقلت، لذلك لم أفكر يوماً في المناصب الرياضية، ولهذا فأنا أكرر أن مركزي في هيئة أعضاء الشرف هو المساحة الكبرى لي لأقدم للنصر ما يرضيني.
* كم قدم فهد العجلان للنصر مالياً؟
- لن تجد مني إجابة فكل ما أقدمه للنصر قليل مقارنة بحجم ومكانة النصر في قلبي.
* أخيراً من كسب من الآخر، النصر أم فهد العجلان؟
- بدون شك فهد العجلان لأن النصر كيان كبير باق والجميع متحركون وأنا أفتخر بأنني من ضمن محبين ومشجعي هذا الكيان.