رحلتْ من كانت جنة الخلد تحت قدميها..
قرع الطبول يبدو مغريا..
أحلامنا الوردية لا ترحل سريعة..
أطفالنا يبدأون بريئين جدا..
فنغرم بهم..
نغرق معهم في الأحلام..
فيبدو المستقبل جميلا ورديا صافيا..
نقيا كنقاء الطهارة..
نحلم بهم إلى ان نهيم فيهم..
كل الأمور هي خيرة..
وكل الحياة هي ممر وسيرة..
لا شيء ثابت..
ولا شيء مهما وذا قيمة..
باقة حمراء أهدتها لك الحياة..
تساقطت أوراقها مصفرة..
الى أن تلاشت..
في مفترق الطرق..
لابد من اتخاذ القرار..
الحياة صعبة.. العمر فرصة..
ولكن الهدايا تبدو مغرية..
أيعقل أن بياض النقاء يسطع فيه سواد الواقع..
تلك الأوراق الصفراء طعنتك من خلف الستار..
أسعدتك الحياة إلا ان واقعها المؤلم قتلك على غفلة..
تعاقبت عليك السنين..
فعجبا كيف للصغير ان يتكبر..
وكيف للطفل الرضيع ان يجأر..
وكيف للباطل ان يصرخ عاليا..
قلوبهم تلك غلفها الحقد..
غلفها الضلال والظلام..
بدت الحقائق موهمة..
مشتتة إلى ان أغرتهم الحرائر..
أغرتهم الحياة.. أغرتهم الفعائل..
كيف لتلك اليدين الصَّغيرتين..
ان تتقافلك على غفلة..
ان تتبادل الطعنات دون سيطرة..
كيف لذلك القلب البريء أن يَتملكه سواد الفتن..
كيف لتلك العينين اللعنتين ان تراك ملقاة أمامها..
وكيف لتلك القدمين من تعلمتا السير على يديك ان تهاجمك..
كيف للستار الجميل المزهر ان يسقط أمام عينيك..
سحقتك الحياة ياهيلة..
سقطت مع رحيلك كل الأقنعة..
تناثرت أهدافهم الضالة معك..
هم جماعة فاسدة..
أعدموك في شهر الخير..
أي إِنسانية يزعمونها..
انهم وحوش بأجناس بشر..
إلا أن الحياة فانية.. فلترحل ولكنك باقية..
في قلب كل أم..
في عيني كل طفل..
أنتِ بطلة..
هم اسود تعازموا على قطيع ضباع..
هم أحقر مخلوقات الأرض..
سودتهم الحياة ولكن رحمك الطاهر..
لم يتبرأ منهم سعيتِ بكل قوتك..
أن تحتضنيهم وأن تتمسكي بهم..
هم أسقطوك على رطمة من زجاج..
فتحطم كل شيء..
ويصعب علينا ان نجمعه شتاتا شتات..
فنحن أبناؤك..
وكلنا نبكيك ونحبك..
وكلنا نرفع أيادينا لك..
فخرا وعزا بأم مثلك..
فطوبى لك وطوبى لأيَّام ستكونين ذكراها..
ابتسام منصور محمد العمرو - القصيم