في يوم الأحد 21 رمضان 1437هـ رحل عنا عَلمُ من أعلام منطقة عسير بل من أعلامِ الوطن الغالي المملكة العربية السعودية، رحل وبشكل مفاجئ الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط شيخ شمل قبائل شهران، والذي آلمنا أشد الألم وأحزننا خبر وفاته، رحمه الله رحمة واسعة.
وبداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط وإلى الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن مشيط وإلى محافظ خميس مشيط الأستاذ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط وإلى جميع أبناء المرحوم وإلى كافة أسرة آل مشيط وإلى قبائل شهران في وفاة فقيدنا وفقيد الوطن الغالي الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم أهله وأسرته الصبر والسلوان.
لقد فقدت منطقة عسير بشكل خاص والوطن بشكل عام رمزاً من رموزه الأفذاذ، وعلماً من أعلامه وابناً باراً من أبنائه الأوفياء المخلصين. لقد غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد الباقية، بعد حياة كريمة حافلة بالعطاء، قضاها في خدمة الدين ثم المليك والوطن الغالي.
كان -رحمه الله- رجلاً قيادياً، حكيماً، صبوراً، عادلاً، يتميز بالجرأة في النقاش واتخاذ القرار، صريحا في قول كلمة الحق وغير متردد، يتصف بالكرم والنبل والتواضع وسمو الأخلاق، بشوشاً وصاحب نفس طيبة، اجتماعياً وقريب من الناس، مبادراً إلى فعل الخير والسعي إلى إصلاح ذات البين وخدمة المجتمع والعمل على حل العديد من المشاكل بين بعض القبائل وبعض الأسر وتسوية المنازعات. كما سعى، رحمه الله، في حل العديد من المشاكل الاجتماعية وطلب العفو لوجه الله تعالى في عدد من قضايا المحكوم عليهم بالقصاص، والمساهمة في العديد من المناشط الخيرية.
وقد نجح ووفق، رحمه الله، في حل العديد منها، بحكم حكمته وخبرته وحنكته ومكانته الاجتماعية والتي كانت محل الاحترام والتقدير، فهو سليل أسرة كريمة لها تاريخها المشرف والكبير مع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، -طيب الله ثراه-، أثناء توحيد وبناء هذا الكيان الكبير، فكان لشيخ شمل قبائل شهران العريضة، الشيخ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط، والشيخ عبدالوهاب أبو ملحة الدور الكبير في دعم ومؤازرة ومساندة المؤسس، رحمهم الله جميعاً.
ولقد قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، طيب الله ثراه، في تسجيل صوتي، (... كل القبائل ما فيها قصور ولكن الشيخ عبدالوهاب أبو ملحة ومعه الشيخ سعيد بن مشيط كان لهما دور كبير في دعم الملك عبدالعزيز وتأييده رحمهم الله جميعاً...).
لقد فقدنا شخصاً عزيزاً وغالياً علينا وسوف يبقى حاضراً في قلوبنا وإن غاب عنا، فاللهم يا حي يا قيوم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله، اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم انزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، اللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان وارضهم بقضائك، اللهم ثبتهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد، اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون}.
- اللواء المهندس الركن (م) د. عبدالله بن مشبب بن رحرح الشهراني