علي عبدالله المفضي
تتفاوت مواهب الشعراء وقدراتهم وأثرهم وتأثيرهم وقد يُولد شاعر ويتوارى دون أن يحسَّ به أحد وإن كثَّف نشر قصائده وكرّس نفسه في كل مكان وعلى العكس منه شاعر متّقد الذهن أصيل الموهبة قوي العبارة يتابعه الناس ربما من أول قصيدة تنتشر له ويحضى بالمتابعة والبحث عنه وتلقف شعره وتبادله وحفظه وقد يتحول جمهور الشعر إلى وسيلة إعلام متنقلة يتنافس أفرادها أيهم يحفظ له أكثر.
وعندما يترجل فارس مهم من فرسان الشعر فلا غرابة أن يلُّف الحزن وجه القصيدة ويتألم عشاق الذوق الرفيع ومما لاشك فيه أن رحيل قامة شعرية مهمة كقامة الشاعر العلم عبدالله بن زويبن رحمه الله يعد خسارة كبيرة للشعر لما له من مكانة رفيعة لدى الجمهور والشعراء على حد سواء بعطائه المتميز وخلقه الجميل طيلة حياته، واهتمام الناس بشاعر مثله يعد أمراً طبيعياً في مجتمع يمثل له الشعر جانباً مهماً من حياته وبرحيل بن زويبن يفقد الشعر علامة مميزة من علامات الإبداع الأصيل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه ووالدينا وجميع موتى المسلمين الفردوس الأعلى من الجنة.