معالي الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي
انتهى عمله وبقي أثره في جامعة القصيم
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحالي
تروم العز ثم تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي
اختصرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلق الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمة (كان خلقه القرآن).. ما أوجزها من عبارة وما أعظمها من دلالة..
تأملت كثيراً في شخصية معالي الأستاذ الدكتور خالد الحمودي..
فقلت في نفسي: لم لا أحاول أن اختصر ما أريد قوله في شخصه الكريم..؟
لكن مشكلة واجهتني..!! بأن هناك معاني كثيرة وآدابًا جمة ومواقف معبرة بل موسوعة حية في العلم والفعل والفكر والعمل والإدارة يزين ذلك كله خلق فائق في دقائق الأمور وجلائلها..
لم يكن مديرا للجامعة فقط...
وإنما قائد بما يحمله هذا المصطلح من معانٍ متعددة... فقد أصبح يعرف عن القصيم أكثر مما نعرفه نحن أبناء المنطقة وعن رجالها وأسرها ومواقعها... فصورته وآثاره يلمسها كل أبناء هذه المنطقة الغالية..
.. إن من علامات النضج الحضاري والنهضة في الأمم أن يكون الوطن وفيًا لأبنائه وأن يكون جذاباً لأوفيائه وصناع حياته وتنميته. إذ من الخلل أن يجد المبدع والمفكر نفسه ونفسيته خارج بلاده..!! بل يجد الاحتفاء خارج أسواره أو حتى بعد مماته. وكأن الإبداع جزء من الميراث يتم الاحتفاء به بعد الوفاة...!!
الكل منا يعلم بأن عصور الظلام الأوروبية ما أظلمت إلا لأنها حاربت المبدعين ورواد العلم والتجربة... وما تطورت في الوقت نفسه إلا باحتضانهم ودعمهم.
معالي الدكتور خالد الحمودي هو:
1- أحد مبدعي وطننا بل حفز ودعم وعين وتابع كثيرا من المبدعين على خريطة الوطن..، واستقطب من دول العالم من طلاب المنح من أصبح صانعا للتنمية في بلاده.
2- كان معاليه نموذجاً لشخصية إدارية وقيادية وتربوية جعلت من الوطن هما ومن المواطنة أسلوب حياة.
3- كان بحق مدرسة نموذجية جمعت بين وعي الإدارة ومتطلبات الحضارة والأصالة.
4- كان صديقًا للجميع تشعر معه بالألفة لا الكلفة داخل مكتبه وخارجه.
5- كل محافظي المنطقة ورجالاتها الأوفياء لهم معه وله معهم مواقف تؤكد عمق علاقتهم ومدى الاحترام المتبادل بينهم. إنه الخلق العلمي والعملي الذي يجبرك ليس فقط على الاحترام بل على الإعجاب كذلك؟
أمير القصيم سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أتقن في عباراته حينما وصف معالي الدكتور خالد الحمودي بأنه صاحب حس قيادي وريادي ووطني مخلص. وأن جامعة القصيم هي بحق عدة جامعات تحت إدارته.
ولأن كانت الجامعات تمنح درجات دكتوراه فخرية لأصحاب المنجزات والأفكار والقيادات المميزة في مجتمعاتهم... فأنت في تقديري تستحق العكس «أن يمنحك الوطن درجة دكتوراة وطنية» فقد حصدت دكتوراة العلم مع الرعيل الأول ولكنّ عطاءك يستحق دكتوراه الوطن مع مرتبة الشرف الذهبية.
كان بحق خلقه.. الوطن.. وهمه الوطن.. وطموحه الوطن.. وكل من فيه وما فيه خدمة للوطن.. إنه حقاً شخصية تفخر بها الوطن.
فلك أيها الخالد ذكراً.. منا رجالات القصيم طلابًا وطالبات.. وبكل ما تحمله الكلمات.. من معانٍ كل شكر.. وبكل ما تحمله أسمى العبارات من دعاء أن يتم الله عليك وعلى أسرتك ومحبيك نعمه ويجزيك خير ما يجزي العاملين الناصحين الصادقين لدينهم ووطنهم...
وستبقى ذكراك وآثارك وحبك مجداً لا يشيخ مع الزمن...