«الجزيرة» - الاقتصاد:
أفاد تقرير تومسون رويترز حول وضع الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2015م - 2016م أن حوالي 11 بالمئة من الإنفاق العالمي على السياحة في عام 2014م كان من نصيب المسلمين، وتوقع أن يصل إنفاقهم على سياحة المغامرات إلى 28 مليار دولار.
وسجَّلت سياحة المغامرات ما قيمته 263 مليار دولار على مستوى العالم خلال عام 2014م، بحسب ما أفادت به جمعية سياحة المغامرات التي تتخذ من أمريكا مقراً لها.
وتُعدُّ سياحة المغامرات أسرع شرائح السياحة نمواً على مستوى العالم وتمثل فرصة هائلة أمام شركات السياحة الإسلامية أيضاً.
ويتم تصنيف هذا القطاع من القطاعات المُربحة لأن السياح يتوافر لديهم الاستعداد للدفع من أجل معايشة تجارب مثيرة وحقيقية، ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فإنَّ شركات سياحة المغامرات سجَّلت متوسط إنفاق يُقدَّر بثلاثة آلاف دولار للفرد، بمتوسط ثمانية أيَّام للرحلة.
تُعرَّف سياحة المغامرات بأنها الرحلة التي تشمل على الأقل اثنين من العناصر الثلاثة التالية: نشاط بدني وبيئة طبيعية وبعد ثقافي.
يُشار إلى أن هناك عدة شركات تعمل في سياحة المغامرات وتستهدف السياح المسلمين وتلبي احتياجات نمط حياة المسلمين بما فيها الغذاء الحلال وإدراج أوقات الصلاة ضمن مخطط الحجوزات والاشتراطات المتعلقة باحترام عدم احتساء الخمور واحتشام الزي.
وتتخذ شركة هوليداي بوسنة من الإمارات العربية مقراً لها وتتخصص في رحلات المغامرات الخيرية والإِنسانية إلى البوسنة. هي شركة مملوكة لمسلمين وتعمل على تلبية احتياجات السياح المسلمين لكنها أيضاً تقدم طلبات متخصصة لأي عميل مهتم باستكشاف البوسنة سواء كانوا من المسلمين أم لا.
تقدم شركة هوليداي بوسنة رياضة قوارب الشلالات النهرية وصعود المرتفعات وتسلق الجبال والتخييم وركوب الخيل في المناطق الطبيعية.
أما نشاط معسكر السلام الذي يمثل نشاطاً خيرياً تقدمه الشركة فإنه يتيح للسياح الانهماك في أنشطة إحلال السلام في مرحلة ما بعد الحرب جنباً إلى جنب مع السكان المحليين، إضافة إلى مزيد من أنشطة المغامرات المعتادة.
«إننا أيضاً نسعى إلى إدراج عامل «تلبية حاجات المجتمع المحلي» في برنامجنا ونرى أن هذا غالباً هو أكثر الجوانب إمتاعاً في رحلات عملائنا - بغض النظر عن دياناتهم» بحسب تصريحات كمران صديقي، مؤسس الشركة.
وتؤمن «هوليداي بوسنة» بأن جزءاً مهماً من السياحة الإسلامية يعني أن تلبي احتياجات السكان المحليين للبوسنة وتتفاعل معهم.
وتدرج الشركة مواقيت الصلاة في برنامجها وتوفر مرافق لأداء الصلاة للعملاء المسلمين فضلاً عن إرشاد الأفواج السياحية إلى منافذ بيع الأغذية الحلال.
في حين تقدم شركة سيرينديبتي تايلورميد، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها طعاماً حلالاً وتعي أيضاً أهمية إضفاء جانب الخصوصية على رحلات المغامرات التي تقدمها.
فعلى سبيل المثال في رحلة معسكر السفاري على ضفاف النهر في تنزانيا، يجلس النزلاء في شاليهات على شكل خيم فاخرة تطل على نهر روفيجي ويشاهدون فرس النهر والتماسيح، والخيام موضوعة بعناية من أجل توفير الخصوصية والتماشي مع البيئة الطبيعية المحيطة.
ويقدم الكوخ طعاماً حلالاً باعتباره الصنف الأساسي ويوفر أيضاً أماكن للصلاة سواء في خيم النزلاء أو في المسجد القريب.
وفي الوقت ذاته تقدم شركة فاكيشنز باي ليميا (شركة سياحية أمريكية)، رحلات بيئية ومغامرات في وجهات مختلفة حول العالم.
فهي تقدم رحلات تشتمل على أنشطة التسلق بالحبال ورياضة القوارب في الشلالات النهرية والصعود إلى مناطق الأنشطة البركانية في كوستا ريكا إضافة إلى رحلات إلى غابات الأمازون الاستوائية بدولة بيرو.
وتقدم ليميا ألكسندر، الرئيس التنفيذي للشركة، برامج رحلات مخصصة وتضفي لمسة خصوصية في تلبية احتياجات السياح المسلمين. حيث ترسل ليميا قوائم الطعام إلى عملائها مقدماً وتعمل مع الطهاة المحليين من أجل تقديم بدائل تتناسب مع اشتراطات الطعام المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
كما أنها تُدرج قائمة منتقاة بالمطاعم الصديقة للمسلمين في أوراق الرحلة السياحية لعملائها المسلمين حيث تقدم لهم تشكيلة من خيارات المأكولات البحرية والنباتية ومشروبات وأنواع صوص خالية من الكحول إضافة إلى توفير أجواء ملائمة للأسرة. كما تضمن الشركة إزالة المشروبات الكحولية من الغرف في الفنادق والمنتجعات.
في حين تنظم سيكريت باراديس (شركة سياحية ميلديفية) رحلات إلى الجزر المحلية تشتمل على أنشطة مغامرات.
«يتوفر لدينا دوماً مسجداً للصلاة وجميع المأكولات حلال والمرشدون السياحيون لدينا يتفهمون احتياجات نزلائنا المسلمين. بحسب روث فرانكلين، مديرة المبيعات في «سيكريت باراديس».
وفقا لموقع سلام، يشمل جدول الرحلات لديها على أنشطة الغطس السطحي والغوص بالمعدات ورحلات الصيد ورحلات السفاري بسيارات الجيب ورحلات بقوارب الكاياك ودورات للتزلج على الأمواج ورحلات إلى الجزر غير المأهولة وجولات للطهي. وبما أن جزر المالديف هي بلد إسلامي، فإنه من اليسير بشكل نسبي للشركة أن تلبي طلبات نزلائها من المسلمين.
وبالنسبة إلى شركة فاكيشنز باي ليميا، فإنَّ أغلب عملائها من جيل الستينيات ومواليد الألفية وبالأساس من الجيل الثاني والثالث للمسلمين الأمريكيين من أصل عربي وإندونيسي وباكستاني.
بينما يمثل السوق المستهدف لشركة هوليداي بوسنة، الأسر المسلمة إضافة إلى المسلمين العزاب من فئة متوسطي الدخل والرجال والنساء في الفئة العمرية من الثلاثينيات الذين يتوفر لديهم دخلٌ ويتميزون بالمرونة والقدرة على التحرك والانتقال. وحوالي 65 في المئة من الفئات التي تستهدفها الشركة من دول الخليج و30 في المئة من الدول الغربية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. أما الخمسة بالمئة الباقية فهي من ماليزيا وإندونيسيا.
تقول روث فرانكلين، انه بالنسبة إلى برامج الرحلات القصيرة فهي أكثر شيوعاً للعملاء القادمين من سنغافورة والفلبين وماليزيا وفيتنام وسريلانكا والهند والإمارات العربية المتحدة. أما برامج الرحلات الطويلة فهي تجتذب عملاء أكثر من المملكة المتحدة وأوروبا وجنوب أفريقيا واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.