عبد الكريم الجاسر
في إحصائية لفرق الدوري السعودي خلال المواسم الأربعة الماضية حل الهلال في المركز الأول من حيث الأرقام خلال أربعة مواسم، حيث جمع في السنوات الأربع الماضية 228 نقطة من 104 مباريات منها 70 فوزا و18 تعادلا و16 خسارة.. وجاء أفضل الفرق تسجيلاً للأهداف بواقع 220 هدفاً والأقل قبولاً للأهداف بواقع 90 هدفاً محتلاً المركز الأول من حيث نسبة الأهداف بواقع 130 + هدفاً.. هذا ما تقوله إحصائيات المواسم الأربعة الماضية مجتمعة.. في الوقت الذي لم يحقق الهلال خلالها بطولة الدوري التي بالأرقام هو أفضلها..وجاء بعده في المركز الثاني الأهلي بـ212 نقطة أي بفارق 16 نقطة عن الهلال ثم النصر بـ211 نقطة فالشباب بـ172 نقطة والاتحاد حل خامساً بـ162 نقطة وبفارق كبير جداً عن الهلال.. ومن بعده الأهلي والنصر.
نعود للأرقام ونقول: إن أفضلية الهلال الرقمية خلال أربعة مواسم تؤكد أن الفريق منافس قوي على اللقب ويضم في صفوفه لاعبين لا يقلون عن الفرق التي حققت اللقب في المواسم الأربعة الماضية وهي الأهلي وقبله النصر مرتين وقبلهم الفتح.. غير أن الهلال المنافس الدائم لم ينجح في تحقيق اللقلب رغم تأهيله وأحقيته فيه لم يحظ بالعمل الإداري والفني الذي يهديه للقب بالنظر لعدم الاستقرار الفني في السنوات الماضية وعدم كفاءة من قام بتدريبه خلال نفس الفترة، وكذلك ضعف أجانبه وتفاوت مستوياتهم.
وللتدليل على ذلك نجد أن الفريق الموسم الماضي كان قريباً جداً من اللقب بل إنه يكاد يكون في متناوله طوال الموسم لكنه لم يحظ بالعمل الإداري الذي يوجه البوصلة نحو اللقب في الوقت المناسب حيث انكشف للجميع عدم قدرة الجهاز الفني على انتشال الفريق والسير به نحو اللقب وكثرة المشاكل بينه وبين بعض اللاعبين والغيابات العديدة لأسباب الإصابات التي تسبب بها ضعف الإعداد وفترة بداية الموسم التي خدعت الجميع بتحقيق بطولة السوبر في لندن واستمرار كل ذلك دون علاج أو مراجعة أو تحليل لتدارك الوضع أولاً بأول، ولذلك سقط الفريق سقوطاً مدوياً في نهاية الموسم بالخروج من جميع البطولات.. هذا نموذج للعمل الذي حال دون تحقيق الهلال لبطولة الدوري رغم أنه مؤهل لذلك تماماً بما يضمه من إمكانات ولاعبين محليين وأجانب ولكن دون استثمار لكل ذلك.. وفي مواسم سابقة يكاد الوضع يكون مشابهاً من حيث نوعية ومستوى الأجهزة الفنية التي لم تنجح تارة وتارة لم يتم دعم من نجح منها وهكذا.. ولذلك أقول: إن مشكلة الهلال الكبرى هي في حاجة إلى فكر إداري مختلف تماماً عن المرحلة الماضية التي أخذت وقتها كفترة طويلة من الأفضل تجربة أسلوب عمل يختلف وبأشخاص مختلفين وصولاً نحو تحقيق النجاح المنشود الذي يعيد الهلال لمكانه الطبيعي ويضعه في المرتبة اللائقة به بين الفرق السعودية بدلاً من العمل الضعيف جداً الذي حظي به ليساهم في جره إلى الخلف بدلاً من دفعه إلى الأمام..!
لمسات
* إشكالية نادي الاتحاد هي في اختلاف منسوبيه على تحديد مستقبله.. وجاء بيان الهيئة العامة للرياضة الأخير ليضع الأمور في نصابها ويضع الكرة في مرمى الاتحاديين لاختيار الطريقة التي يريدون بها قيادة ناديهم.. فالأستاذ أحمد مسعود يحظى بالدعم الكامل من الجميع شفوياً لكنه لم يحصل على دعم مادي وسيواجه حرباً شعواء حين يصبح رئيساً..!!
* مدرب الهلال الجديد في نظري مدرب مغمور لا يختلف عن أي مدرب لفرق الوسط في الدوري فأرقامه ضعيفة وتاريخه متواضع لكن ذلك لن يمنع نجاحه.. فالهلال عمل به أنصاف مدربين ونجحوا لكن اختيار مدرب بهذه المواصفات يعكس فهم وإدراك من تعاقد معه لأهمية وقيمة وضرورة وجود مدرب قدير على رأس الجهاز الفني لأنه الخطوة الأولى نحو النجاح!
* جدول الدوري بالنسبة للهلال جاء مناسباً جداً فالقرعة منحت الهلال سبع أو ثماني مباريات سهلة في البداية قبل أن يواجه الكبار وهي فرصة ذهبية للانفراد بالصدارة والبداية القوية ولكن!
* باستعراض جدول الدوري الموسم المقبل شعرت بسعادة بالغة بعودة الاتفاق من جديد للعب مع الكبار وتستكمل هذه السعادة لو تم تقليص عدد فرق الدوري ومنحه منافسة أقوى بمشاركة 12 فريقاً بدلاً من 14 معظمها متقاربة المستوى ولا تملك ما يؤهلها للاستمرار مع الكبار.
* بإعلان ديون الأندية ووضع آلية من يحق له التسجيل من عدمه وفقاً لقدرته على تسديد ديونه سيتضح للجميع أن هناك هدراً مالياً كبيراً لبعض الأندية لم تحرك تجاهها جمعياتها العمومية ساكناً.. وأنها مجرد روتين لتزكية أي إدارة فقط!