عبد الكريم الجاسر
** وضع فني هزيل وأداء هابط جداً أخرج الهلال من بطولة الدوري وبطولة كأس الملك في ظرف خمسة أيام لم يكن كافياً لإدارة الهلال للتدخل (المتأخر) وتعديل الأوضاع وتصحيح المسار سريعاً الذي كان ينتظر أن يكون قبل الوصول لهذه المرحلة الحرجة من الموسم.. لكن الشرط الجزائي الذي فجأة وفي هذه الفترة أصبح الهلال النادي (الغني) غير قادر على دفعه رغم أنه مبلغ زهيد في عرف العقود التي سبق توقيعها ليتسبب هذا الشرط في دخول الهلال نفق الأزمة بين النادي وجماهيره ومستقبله، حيث اتفق الجميع على ضرورة التدخل الفوري دون جدوى.. فقد خرجت مبررات غريبة على الهلاليين هدفها إبعاد الأنظار عن المشكلة الحقيقية والتحجج بأعذار واهية للتبرير واستمرار الخطأ والمكابرة في علاجه.. ولأن هذا الوضع هو وضع غير صحيح وغير معتاد على الهلال سوى في فترات أثبتت عدم صمودها فإن القرار الهلالي لن يخرج ويستمر الوضع كما هو لحين اللقاء الآسيوي الأخير الذي كان قاصمة الظهر للهلاليين ليس بنتيجته فقط وإنما لأنه كشف للجميع أن القرار في الهلال بعيد جداً عن الواقع وعن الطموح والبحث عن مصلحة الكيان.. ليتم إبعاد المدرب بعد التعادل وقبل مباراة واحدة فقط من نهاية الموسم كواحد من أضعف وأسوأ القرارات التي اتخذت خلال السنوات الماضية بالنظر للطريقة والتوقيت والفائدة والجدوى منه.. وحين تصل الأمور إلى حد أن الجماهير تقرر قبل الإدارة وترى ما لا تراه الإدارة والعاملون بالرغم من وضوحه فاعلم أن الأوضاع في خطر، وهذا هو الحال الذي كان عليه الهلال خلال الفترة الماضية.. ليأتي القرار ويبقى أمل الاستمرار في البطولة الأسهل خلال السنوات الماضية آسيوياً على أمل ألا يخرج منها الفريق بنفس الطريقة التي خرج بها من واحدة من أسهل بطولات الدوري المحلية خلال السنوات الماضية.. فخسر الهلال البطولة وخسر الشرط الجزائي معاً فلا حفظ ماء وجهه ولا حفظ أمواله (!!) والأمل في الله كبير أن يوفق القدير عبداللطيف الحسيني ولاعبيه في تلافي كل هذا التخبط وإسعاد الهلاليين بالتأهل اليوم من أوزبكستان بعد التفريط في الرياض..
** الهلال باختصار وخصوصاً عند بداية أي إدارة جديدة يكون في فورة قوته وعنفوانه وطموح مسيريه بحثاً عن البطولات.. فالهدف ليس فقط البقاء على المقعد الوثير والاكتفاء برئاسة الهلال وإنما السعي الجاد والقوي نحو كتابة التاريخ وتحقيق البطولات والإنجازات عبر كل الطرق المالية والنفسية والسير في المقدمة هو مكان أي رئيس يريد أن يضع له بصمة قوية في تاريخ النادي.. لكن من أولها تعثر وتردد وأعذار وقبول بالحال المايل لأسباب واهية وشخصية فهذا نذير خطر على مستقبل الهلال وانتصار للقرار الشخصي على حساب مصلحة النادي وهو ما لم يعتده الهلاليون سابقاً، وربما عليهم أن يعدوا العدة لبطولة مستقبلاً بعد أحداث هذا الموسم!
لمسات
** الهلال قادر بحول الله على تعويض النتيجة السلبية في الرياض والتأهل من أوزبكستان.. وإذا لم يحدث ذلك -لا سمح الله- فعلى الهلاليين أن يلوموا أنفسهم أولاً وأخيراً!
** رئيسا الهلال السابقان عبدالرحمن بن مساعد وسلفه محمد بن فيصل لم يعرف عنهما (الضحك) على الجماهير بالأعذار الواهية لتبرير إخفاقهما وعدم قدرتهما على إدارة النادي.. وإنما كانا يتحليان بالشجاعة وتقدير الجماهير والظهور (بشجاعة) لمخاطبتهم بعد الخسارة قبل الفوز.. وهذا هو ديدن الهلاليين.
** هذا الموسم 2015 - 2016 هو الأكثر خسارة للفريق الهلالي في الدوري خلال المواسم الأربعة الماضية، حيث خسر الفريق خمس مباريات وتعادل أربع مرات (في الدوري فقط) في حين موسم 14 - 15 خسر أربعاً وتعادل ستاً وموسم 13 - 14 ثلاث خسائر وثلاثة تعادلات، وموسم 12 - 13 أربع خسائر وخمسة تعادلات.
** ثقافة التبرير لم تكن في قاموس الهلاليين أبداً ولذلك عليهم الانتباه من دخولها مجدداً وبنفس طريقة رمز المنافس.. فأعذار الاحتجاجات والديون ورمي التهم على الآخرين والظهور بمظهر البراءة لم تنفع الفرق المنافسة وأبقتها بعيدة عن البطولات سنوات طويلة جداً وذلك يجب استئصالها من الزعيم تماماً.
** لا يفشل في الهلال إلا الفاشل فعلاً.. فحتى دونيس على سوئه حقق ثلاث بطولات.. فالهلال بينه بطولات وإنجازات، وقد حقق بطولة كأس الملك الماضية برئيس وأمين عام فقط يعني بدون إدارة كاملة.. فبإمكانك أن تتمتع ببطولات الهلال.. وبإمكانك أن تقوده نحو المزيد من البطولات إذا كنت تملك القدرة على ذلك وهنا يكمن الفرق!
** مجرد تعاقدات جيدة ومدرب قدير وتسير الأمور على ما يرام في الهلال، لكن المشكلة حين يحدث أي تعثر أو عدم توفيق عندها تظهر الحاجة للقرار الصحيح ويصبح النادي على المحك!
** يقال إن هناك توجهاً للتوقيع مع ألميدا ومن ثم بيعه إذا ما حصل على عروض.. طيب وإذا ما حصل على عروض؟! هل يبقى لأنه رخيص وكويس؟! أم انه استمرار له على طريقة الديون والاحتجاج.. يعني بالعربي تمرير قناعات رغماً من الجميع!!