د. صالح بكر الطيار
زيارة ميمونة لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القيادي الشاب الطموح إلى أمريكا في توقيت هام جدا تصادف مع ما وصل مسبقا من نية أمريكا بث تقرير يتعلق بالسعودية وأحداث11 سبتمبر والتي تواردت عنها أنباء مختلفة. وفي شهر كريم انعكست الزيارة داخلياً وخارجياً وعبر كل وسائل الإعلام العالمية والعربية بأصداء كبيرة نظراً لانها أول زيارة للأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا وبدعوة من حكومتها ورئيس الدولة باراك أوباما وجاءت لتؤكد توجه حكومتنا الرشيدة لفتح آفاق متجددة من السياسة الخارجية والعلاقات وتطوير مستوى التعاون المشترك على كافة الأصعدة والمحافل، إضافة إلى تسلم الأمير محمد بن سلمان تفاصيل وتخطيط رؤية السعودية2030 والتي بدأها بتحركات كبيرة وتخطيط متواصل في عدة اتجاهات، وحملت الزيارة أبعاداً اقتصادية مهمة جداً من خلال فتح التعاون الاقتصادي وجذب رؤوس أموال استثمارية أمريكية للمملكة وعرض المجالات المبتكرة والمنفردة للبيئات الاقتصادية في السعودية خلال الأعوام المقبلة، والتي اهتمت بها الحكومة الأمريكية كثيراً وستفتح مجالات وقنوات اقتصادية واعدة من التعاون المثمر لتحقيق التخطيط الاستراتيجي الذي رسمه الأمير من خلال تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط واستقطاب شركات واستثمارات أجنبية متنوعة.
السياسة السعودية الخارجية دأبت على الاهتمام والحرص على مستقبل الوطن من خلال عدة أهداف تتركز على سمعة الوطن والدولة في الخارج ووجودها كقوة وصاحبة قرار ومالكة رؤية على خارطة العالم وحرصها على تذليل صعوبات ومعالجة مشكلات الرعايا في الخارج وردع أي مساس أو أي افتراءات على مكانة المملكة ومواقفها ازاء القضايا المختلفة، والتي اعتادت فيها على ثبات الموقف وقوة الكلمة دون تغيير وهي الراعية والمسكونة بهمِّ العالمين العربي والإسلامي ومستقبل الشعوب وفق ما تقتضية المصلحة، ونحو ما يؤمن خدمة القضايا العربية والإسلامية.
هي زيارة استراتيجية رسمت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ومتابعته لمستقبل هذا الوطن، وقام بها الأمير الشاب الطموح وستكون هذه الزيارة منطلقا لزيارات أخرى تسهم في رسم سياسة انفرادية للوطن الحبيب وتنعكس بايجابيات متعددة وسباقة في مستقبل واعد على مختلف المجالات وتسهم في تنمية الوطن والمواطن وتخطيط مستدام لرؤية السعودية2030 والتي ستحول وطننا لأنموذج أول على مستوى العالم في الاستراتيجيات وفي الاستثمارات وفي النقلة الاقتصادية الكبرى التي تنتظر هذا الوطن المعطاء السخي بعطاء قيادتة والمتميز بانجازات التنمية فيه للسير والمضي قدما بثبات وبخطى واثقة نحو العالم الأول.