ها نحن في شهر رمضان شهر الرحمة و الغفران شهر الخير والبركة والعتق من النيران.. قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ .... .. (البقرة 183- 184)، وقال صلى الله عليه وسلم في فضل صيام رمضان: «الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم».. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه».. رواه البخاري ومسلم ...أيها الإخوة الكرام .. هل استعددنا لهذا الشهر الكريم بصيام أيامه وقيام لياليه وقراءة كتاب الله فيه؟ أم أننا استعددنا في جلب ما لذ وطاب، ومن كل أصناف الطعام والنزول للأسواق، وكأننا لا نأكل ولا نشرب إلا في هذا الشهر الكريم.
أمّا وسائل الإعلام المختلفة لها استعداد آخر، وخاصة القنوات الفضائية فحدّث ولا حرج، فقد استعدت تمام الاستعداد من خلال عام كامل، أي من نهاية رمضان الماضي إلى دخول رمضان الحالي في عمل المسلسلات الكوميدية، والأفلام المختلفة، والمسابقات التلفزيونية، وكل ذلك لإشغال المسلمين عن هذه العبادة، وهي صيام هذا الشهر الفضيل التي عبادته خاصة لله تعالى، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم له إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
يجب علينا كمسلمين أثناء صيام هذا الشهر الكريم أن نحفظ ألسنتنا وجوارحنا عن المخالفات والسباب والشتم والكلام البذيء ..اللهم يا ذا الجلال والإكرام وفقنا فيه إلى الخير العميم، وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، واجعلنا من صوّامه وقوّامه الذين مآلهم إلى النعيم المقيم. والله من وراء القصد ..