سعد الدوسري
الإنجاز ليس محصوراً في أفق واحد، بل هو مشرع لكل الآفاق. هناك إنجاز في مجال الكيمياء الحيوية، وهناك إنجاز في مجال الخياطة. وقد تكون كمبتكر في حقل الأغذية، أهم من المبتكرين في الحقل الطبي الجراحي. علينا أن نقف أمام كل فكرة إبداعية باحترام شديد، وأن نعطيها حقها الكامل في الظهور، وإن لم نفعل ذلك، فإننا سنغتال الفكرة ونغتال صاحبها. ويستطيع كل منا أن يتصفح شبكة «أول سعودي»، (وهي الشبكة الملهمة، التي أرجع لها دوماً، لأستعيد بهجتي بمنجزات شاباتنا وشبابنا)، وسيكتشف حجم الإبداعات المتنوّعة لهذا الجيل المتميز، التي لو قللنا من حجمها، لربما خسرناها إلى الأبد.
أتناول اليوم قصة الشاب أديب عبدالله الفريح، الذي لولا إيمانه بقدراته، لما استطاع إكمال مشواره في ابتكار وسادة طبية ذكية، تحتوي بشكل أساسي على مادة الفوم الطبية، التي تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة والعمود الفقري، كما تحتوي بداخلها على شريحة إلكترونية رئيسية للتشغيل، بالإضافة إلى شريحة بث صغيرة لإقفال أجهزة التكييف والإنارة. كما تتميز هذه الوسادة ببطارية تستطيع العمل لساعات طويلة، كما يوجد داخلها ثلاثة أجهزة اهتزاز، وجهاز ضخ مائي مع مخزن بسعة 500 مل، وساعة يمكن ضبطها على خمسة مواعيد يومياً.
ربما قد لا يهم هذا الابتكار أحداً، ولكنه بلا شك سيفتح لأديب أبواباً مغلقة، قد لا تُفتح لأحد غيره، ممن عطَّلوا عقولهم ومواهبهم.