د. عبدالله صادق دحلان
رحل سليمان السليم أشهر وزير تجارة في تاريخ وزارة التجارة السعودية، الأستاذ الأكاديمي بجامعة الملك سعود والوزير صاحب الخلق الرفيع، صديق التجار والصناع، وراعي نهضة الغرف التجارية، صاحب البُعد الإنساني في العمل الاقتصادي، أستاذ في الإدارة، ومحارب العنصرية في العمل، صاحب المواقف الوسطية.. ولم تعرف الغرف السعودية التقدم والتطور والازدهار ونمو دخلها إلا في عهد معالي أخي الدكتور سليمان السليم - رحمه الله -.
عرفته وزيرًا للتجارة عندما كنتُ أمينًا عامًّا لغرفة تجارة وصناعة جدة في عام 80م، واختلفت معه كثيرًا، واحترمت مواقفه، وأحترم حماسي ورؤيتي تجاه الغرف.
كان دبلوماسيًّا دمث الخلق، توطدت معرفتي معه بعد خروجه من وزارة المالية، وكنت أزوره أحيانًا عندما أزور العاصمة، وبدون موعد مسبق كان يستقبلني بكل رحابة صدر، ونتذكر الماضي سويًّا.. يتابع نشاطي وكتاباتي، وكان أكبر محفز لي لإنشاء جامعة خاصة. كان يتابع كثيرًا بعض طروحاتي وانتقاداتي، ويناقشني فيها هاتفيًّا. ولن أنسى له مواقف عديدة داعمة ومساندة للغرف وأنشطتها، كان يؤمن بها وباستقلاليتها، ويقدر ويثمن دور رجال الأعمال، وينزلهم منازلهم عندما يرافقونه في الوفود التجارية.
لم يفرض على الغرف رأيًا، ولم يتعسف في اتخاذ قرار من صلاحياته.. أحبه التجار والصناع، وترك بصمة لن تنسى في تاريخ الغرف. وهو صاحب الفضل في إنشاء مجلس الغرف السعودية، وأكبر داعم للغرف العربية المشتركة، وصاحب الفضل في إقامة مؤتمرات رجال الأعمال السعوديين التي جُمّدت من بعده.
رحل الدكتور سليمان السليم وترك إرثًا كبيرًا لأبنائه وأهله، هو محبة الناس، وعلى وجه الخصوص الرعيل الأول من رجال الأعمال والتجار.
رحمه الله، وغفر له، وأسكنه - إن شاء الله - الفردوس الأعلى.
متمنيًا على مجلس الغرف تسمية إحدى القاعات باسمه.