د.عبدالعزيز الجار الله
عندما أطل وزير المالية د. إبراهيم العساف مساء الثلاثاء الماضي في اليوم الثاني من حوار الوزراء حول التحول الوطني 2020 الذي يعد واحداً من برامج الرؤية السعودية 2030, في حديث د. العساف تكشفت بعض الملامح العامة للطروحات المتداولة وزال عدم الوضوح الذي رافق إعلان الرؤية وبرامجها. وكالعادة الوزير العساف بطلاته الإعلامية يكشف الموقف ويزيل بعض الغموض, ففي حديثه أعادنا رجل الخزانة إلى ملامسة الواقع من جديد, أعادنا من حلم الرؤية إلى واقع الميزانية وكأنه يقول تطابقاً مع ما قلته العرب حين كانت الصحراء هي الجسد الكبير الذي نعيش فيه و(نعتاش) على موجوداته، يقول المثل: «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم»، والذئب هي المخاوف الاقتصادية والتحول العالمي عن النفط سريعاً، ونحن لم نستعد ولم نكن جاهزين للتحول، أما الغنم فهي العوائد المالية، أي اقتصادنا الذي ربطناه بالنفط. ومن طرف خفي أعادنا الوزير العساف إلى الركن الذي يراه أنه الركن الشديد الخطة الخمسية، وإن كان القرار مرحلياً، الخطة التي عاشت تجربتها السعودية أكثر من (45) سنة، خطة مجربة قواعدها لم تتغير ومعروفة، ووزارة المالية لها تجارب طويلة مركبة وصعوبات، لكنها قادرة على حل المشكلات التي تعترض تنفيذها.
هل عدنا حقيقة إلى الخطة الخمسية عبر بوابة 2020 والتي سبقت الرؤية وتعتبر الخطة العاشرة ونهاية مرحلة، وإلى الواقع الجديد التي فرضته عودة ارتفاعات قيمة النفط التي تخطى فيه البرميل (50) دولاراً, والعودة إلى مصدر اقتصادنا الوحيد؟
الخطة الخمسية ليست كلها عيباً وليست هي الصواب، ففي تطبيقها رافقها بعض الأخطاء العديدة، وبالمقابل قفزت ببلادنا إلى نهضة حضارية عالمية، والرؤية السعودية 2030 هي الخيار الإستراتيجي للمرحلة القادمة، والتحول الوطني 2020 هو أحد أذرع وبرامج الرؤية، وكما قال الوزير العساف: إن برنامج التحول الوطني 2020، بالإضافة إلى العناصر الأخرى من: برامج الاستثمارات العامة، وبرامج مشاريع أرامكو، وكذلك برامج الخصخصة والشركات الدولية، سوف ينقل الاقتصاد الوطني - بإذن الله - إلى مرحلة جديدة من النمو والاستقرار. هذا القول من وزير المالية ومن وزارة المالية، وهذا التوجه الشمولي يجعلنا ننظر إلى المستقبل بضمانه وارتياح بإذن الله، وأن مسارنا غير منقطع أو قفزاته غير محسوبة لأننا في المعالجات نسعى إلى النمو والاستقرار.