رقية سليمان الهويريني
من المغالطات التي وردت في تقرير الأمم المتحدة الذي حمّل التحالف العربي في اليمن المسؤولية عن الأطفال الضحايا في اليمن؛ أنه تغافل الأوضاع المأسوية للأطفال في الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في العراق وسوريا وليبيا الذين يقتلون على يد الميليشيات الطائفية المسلحة!
وما فتئت قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة تقاتل لحماية أبناء الشعب اليمني من تجاوزات الميليشيات المسلحة غير الشرعية التي استولت على السلطة بالإرهاب واستخدام القوة، وكانت جميع العمليات العسكرية تسعى للحفاظ على الشرعية في اليمن، وقد ساندتها أغلب الدول العربية ودعمها المجتمع الدولي سياسيا، وهاجس المملكة دوما عدم الإضرار بالمدنيين الأبرياء، الذين يدركون أن هدف التحالف هو إنقاذهم من سيطرة العصابات الباغية، وقد لمسوا بأنفسهم تمسك قوات التحالف بقواعد القتال وإعلاء المواقف الإنسانية، عدا عن تقديم المساعدات الإنسانية والمواد الضرورية كالغذاء والدواء للسكان المدنيين برغم مقاومة وعرقلة التمرد الحوثي وأعوانه تلك الجهود النبيلة. ويبدو من التقرير أنه استند على معلومات من لدن الحوثيين مما يظهر ضعفه وانحيازه وعدم اعتماده على إحصائيات موثوقة، وهو ما يزيد جراح الشعب اليمني ويعمقها، في الوقت الذي يحتاج هذا الشعب المكلوم مؤازرة جميع المنظمات الدولية ومساندتها لتعزيز الشرعية ودعم موقفها.
العجيب أن أمريكا تقوم بغارات عشوائية عبر طائرات دون طيار لاستهداف المنتمين لتنظيم القاعدة وتصيب في تلك الغارات الأبرياء من السكان دون أن تتدخل الأمم المتحدة وتشجب تلك التجاوزات مما يثير تساؤلا ملحا، وهو: لم يتم الكيل بمكيالين في هذا الشأن؟ فضلا أن التقرير يساوي بين شرعية الحكومة وبين الميليشيات الانقلابية التي كانت سببا رئيسا فيما يحدث باليمن من فوضى وعدم استقرار كما يقول العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وينبغي أن تقوم قوات التحالف بتوجيه الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة لزيارة اليمن والوقوف بنفسه على التجاوزات الحوثية ووضع حد لتدمير وهدم المدارس والمستشفيات وخطف الأطفال لتجنيدهم وإرغامهم على حمل السلاح واستخدامهم كدروع بشرية، وهذا هو الظلم والعدوان المنافي للإنسانية ومبادئ القانون الدولي!