ناصر الصِرامي
wolf of wall street-Big short
أفلام مثيرة عن أسواق المال ،أذكياؤها واطماعها وجشعها..تقدم لك بشكل مثير كيف تبنى الثروات الكبيرة من استغلال الثغرات، وغباء النظام المالى، والكثيرمن الجراءة أيضا لأصحاب القلوب الميتة، وكذلك الإحساس المتلاشي بأى نوع من الخطيئة.
دعني أقول لك بصراحة، اتركك من قصص العصامية المكررة-والمملة- التى حولت شخصا ما الى بليونينر بالغ الثراء بشكل فاحش. تلك قصص للمبالغة والتفاخر وكتابة التاريخ الشخصي للمنتصرين بثرواتهم الضخمة. لا تحتاج إلا إلى كاتب متواضع وورق فخم وغلاف على كرسي العرش!
لا أتحدث هنا عن اصحاب الملايين عشراتها أو مئاتها، لكن أتحدث عن ما فوق ذلك.
في الأفلام -كما الواقع- ستجد كيف يصبح شخص عادي في فترة قصيرة جدا مليارديراً من خلال الجشع الذي يتفوق على الانسانية، مستفيداً وبلا رحمة من كل الفرص والثغرات المتاحة، وغير مبال على الإطلاق بأى أخلاقيات أو ضحايا في طريق الثروة حالة أشبه بضحايا الحروب،أو لا تقل عنها.
المال والثروة أمنية كل إنسان على وجه الأرض وهو أمر طبيعي جدا، الفرق هو في حجم الأمنيات أو التوقعات، ثم في أسلوب الوصول للغاية.. هل يكفى أن تبررها الوسيلة؟!.
حاول -أن كان ذلك ممكن - ألا تفكر الآن في من صنعوا ثرواتهم بأقل مستويات التعليم، أو الإمكانات العقلية المحدودة، ودون اى مهارات مستحقة، الا بطريقة واحدة مشهورة ومعروفة اسمها (الفساد)، تلك الأسطورة التى تحول جاهلاً إلى رمز اجتماعي و تمنحه وجاهة بحجم الرقم المتسرب لأرصدته البنكية من عمولات وعقود غير شرعية أو قانونية.. لكن هذا وهو أيضا غير مهم..!
اترك هذه الصورة العامة -للأسف- جانباً، ثم فكر ما هو الشيء الذي قاد ويقود أثرياء العالم الحقيقيين للثروات، هل هو المال وحده ؟، أم أن هناك شيئا آخر..؟!
فكر الان في بيل غيتس وستيف جوبز، او مؤسس الفيس بوك مارك زوكربيرج، وصاحب تويتر وغيرهم المئات، هذه الظواهر البشرية التاريخية غيرت الكثير في طريقة عيشنا وتواصلنا وأعمالنا وترفيهنا، غيرت كل شيء تقريبا بفتوحاتهم التقنية حققوا ثرواتهم.
هؤلا الأشهر وهناك المئات من القصص والحكايات الواقعية في قطاعات مختلفة، حتى وإن تفاوت حجم الثروة. ما هو الشيء الفعلي الذي قادهم للثراء، هل هو حب المال وحده ؟، أم أن المال نتيجة؟!
الحقيقة أن (الشغف) ضخ جرعات من الرغبة نحو الأهداف التى سعوا لتحقيقها كان الخطوات الأولى الرئيسية والقاعدة الصلبة لبناء الثروة قبل الجشع والبحث عن مناطق الفساد وموهبيها!
الشغف وخلق الرؤية الخاصة يقود للعمل، للابداع للتمسك بالحلم، لتحقيق النتيجة -الثروة- الفساد يقود للأحلام لانتظار فرصة في الظلام تأتي لتحقيق ضربة ترفع عدد الأصفار، قبل ان تنتهي الحكاية، ثم ماذا لاشيء..مجرد أصفار إضافية!
أقول دائما يا سيدي.. مهما تتفاوت الأصفار فإننا سنتناول نفس الطعام، ونسافر على نفس شركة الطيران، ونسكن نفس الفندق ربما.. شخصيا أفضل الطائرات العملاقة على الخاصة، وخدمات الفنادق مهما كانت متواضعة، على قصر أو بيت خال من روح أصحابه.
أفضل أحيانا أن أتناول (همبرجر) على الاكل في مطعم عائم او طائر، كما يفعل وارن بافت أشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك، وأهم أغنى أغنياء العالم، والذي لازال يقود سيارته تعود للتسعينات ويقدم النصائح للشباب!
الشغف بالحياة يبدأ من الأشياء البسيطة.. التى تمنعنا من التحول الى وحوش أو لصوص او مرتزقة دون أن نشعر!
الثروة المتوحشة والشغف بالحياة، مجرد خيارات، أو أقدار اختبار.. وبينهما يختار التاريخ لمن يفتح ابوابه!
لا تنس: «يتطلب الأمر20 عاماً لتبني سمعة، وخمس دقائق لتهدمها، إذا فكرت في ذلك، فسوف تقوم بالأشياء بطريقة مُختلفة»..!
الى اللقاء.