فاطمة العتيبي
دخل أو سيدخل شهر الخير، وكم امرأة في بلادنا تتمنى ألا يجئ، ليس لأنها لا تطيق الصيام، بل لأنها تحتمل كل يوم إفطار ما لا يُطاق، فتقوم منهكة طوال الشهر في مطبخها، لا تجد متسعاً لصلاة أو قراءة قرآن.
وحين تذبل زهرة شبابها بعد سنوات، يتزوج عليها زوجة أخرى فتعيش أبد الدهر في حرقة وعذاب.
لم أجد في القرآن أو السنة ما يلزم بالإفطار الجماعي لا في المساجد ولا في البيوت، والصيام عبادة وتأمل، والإفطار إنما هو لإعانة الجسد على الصيام، فلِمَ نجعله أعظم شأناً من الصيام والصلاة؟ الرجل الصالح هو من يعين أهل بيته على الاستزادة من العبادات واستثمار هذا الشهر في الصدقات والتسارع في الخيرات. وليعلم كل قريب وبعيد إن خيركم خيركم لأهله، فارحموا زوجاتكم ولا تستغلوا سعيهن لطاعتكم.
أعلم أن صلة الرحم مقدرة، وأن الخير كثير، لكن الانشغال بالدعوات أوجد مناخاً غريباً من التنافس والتبذير والاستهلاك، مما أدى إلى ارتفاع سعر الخادمات وهروبهن وتشغيلهن بصورة غير نظامية.
رمضان شهر عمل، وخير وإحسان، وصلوات وصدقات، فلا تذهبوا روحانيته بالأعباء والاستهلاكية.