لبنى الخميس
«إذا استيقظت يومياً على مدى أسبوع كامل وأنت تكره ما تقوم به، فعليك أن تستقيل فوراً» هذه النصيحة -الستيف جويزية- تقع كالسيف القاطع علي قلوب الكثير من الموظفين الذين شاءت الأقدار أن يمضي بهم العمر دون أن يجدوا شغفهم الحقيقي في الحياة ويعملوا تحت ظلاله. تأتيني الكثير من الأسئلة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية إيجاد الشغف الذي أحب أن أعرفه: بالرغبة القوية لإحداث فارق من خلال بذل عاطفي وذهني ومعنوي تتصل فيه مع معنى وجودك في الحياة واستخلافك في الأرض. ويؤلمني أن تتزايد حدة طرح هذا التساؤل من قبل المراهقين نظير حساسية ودقة المرحلة التي يمرون بها.
أشارككم اليوم 7 أسئلة ستساعد من ضل طريقه في إيجاد مكمن متعته وشغفه لإيجادها:
1- بماذا كنت شغوفاً في طفولتك؟؟
سواء تفكيك الألعاب أو الرقص أو الكتابة أو قيادة المجموعات.. الأطفال بطبيعتهم مصممون للإنصات لشغفهم وملاحقته بحب، تذكر ماذا كان يستهويك في طفولتك؟ وإذا عجزت عن الإجابة استعن بوالديك.. فمن الممكن أن تجد أجزاء متناثرة من شخصيتك تعود لأيام الطفولة والصبا.
2- لو لم تملك وظيفة.. كيف ستختار أن تملأ وقتك؟
حينما انسحب ستيف جوبز من الجامعة.. كان يجد نفسه في المقابل في مقاعد صفوف التصميم أو «الكارليغروفي» الذي قربه من حلمه في تصميم أجهزة بغاية الجمال والأناقة.. الأمر الذي يعكس شغفا عميقا بهذا المجال. تخيل معي هذا السيناريو، أنت حالياً لا تعمل لكن غير مسموح لك أن تجلس في البيت، كيف ستملأ وتستثمر أوقاتك خارج المنزل لكسب بعض المال؟
3- ما الذي يجعلك تنسى مرور الوقت من حولك؟
نجيب محفوظ كان يكتب 3 ساعات في اليوم، 4 أيام بالأسبوع حتى ألف ما يقارب 50 رواية نال على إحداها جائزة نوبل للأدب. لو لم يملك الشغف لما استطاع أن يكتب.. اسأل نفسك ما الذي يجعلك تنسى العالم من حولك؟ ويتقلص إحساسك بالوقت أثناء ممارسته؟
4- ما هي القضايا التي تهمك؟
ما هي المواضيع التي تحب تقرأ عنها؟ ماذا يلفت انتباهك في الأخبار ومقالات الصحف؟ ما هي النوادي والفعاليات التي كنت تشارك فيها بالمدرسة؟ والأهم ما هي المواضيع التي تثيرحماسك للحديث فيها حتى ساعات الفجر بدون ملل.. هل هي قضايا سياسية أو إنسانية أو ثقافية أو بيئية أو غيرها..؟
5- من هو قدوتك؟
كبر لاري بيج وهو مغرم بإنجازات ستيف جوبز ومايكل بلومبيرغ عمدة نيويورك، وبعدها بسنوات أسس من كراج منزله أسس شركة «قوقل» ستيف جوبز وبلومبيرغ كان لهما تأثير تحفيزي وملهم بحياته. اطرح على نفسك هذا السؤال من كان قدوتك وأنت صغير ولأي مجال ينتمي؟ أذكر أني كبرت وقدوتي د. غازي القصيبي، كنت أحتفظ بمقالاته وأحرص على تجميع كتبه ومتابعة مقابلاته..ولكون غازي القصيبي كان قدوة لي منحني مؤشرا واضحا عن شغفي بالكتابة والمشاركة في عملية صناعة الفكر والقرار.
6- ماذا يعرف الناس عنك؟
ماذا يعرف الناس عنك؟ أنك محاور ومقدم مدهش تلهمك منصات التقديم ومنابر الإلقاء؟ أم أنك مشروع محام ناجح لكونك مجادلا شرسا، ذا حجة دامغة، ومنطق رزين، ونفس طويل للنقاش؟ أم أنك منظم ماهر للفعاليات، مغرم في صياغة المخططات، وناجح في الإحاطة بكافة تفاصيل الحدث؟ أم أنك صحافي يعشق اختلاق العناوين الصحافية، وطرح الأسئلة الذكية، وتحويل «الكلمات» إلى «لكمات» تصيب كبد الحقيقة؟
7- ما هي قائمة أحلامك؟
هل على قائمة أحلامك تأليف كتاب مدهش؟ أم تقديم برنامج رياضي؟ أم دراسة القانون في جامعة هارفارد؟ أم زيارة أجمل مدن العالم وأنت تحمل كاميرا على كتفك؟ أم مقابلة رؤساء دول والجمهوريات؟ عبركتابة هذه القائمة ستتمكن من أن تستشف شيئاً من شغفك بالحياة لكون أحلامنا تتصل بشكل مباشر وملهم بشغفنا وعمق رسالتنا على هذه الأرض.