الثقافية - محمد المرزوقي:
جاء حضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، ورعايته لـ(لمؤتمر العربي للثقافة والإبداع: من أجل السلام ومكافحة الإرهاب) جاء امتداداً لموقف المملكة قيادةً وشعباً، من دعم مسيرة السلام، ونبذ الإرهاب بمختلف أشكاله وشتى صوره، عربياً وعالمياً، إلى جانب ما يمثِّله حضور سموه من دعم لرسالة الاتحاد، ودعم لرسالة المؤتمر، الذي قال عنه سموه: في هذه المناسبة الثقافية الرائعة، التي نلتقي فيها، في لقاء له لون، وطعم، ورائحة، نعتز بها، ونفتخر بها، هي الثقافة والبلاغة، فيها مكافحة الإرهاب، والتبرؤ منه، هذا الداء الذي استشرى، ولكن ولله الحمد، استطعنا في هذه البلاد أن نئده، بقوة وعزيمة.
الرسالة الثانية، تمثّلت في «تدشين» أطول معلقة عالمية للشعر، في الرياض، إذ تعد الرسالة التي تحمل رؤية السلام ودعوة «أنسنة» العالم، التي أطلقها المنتدى من عاصمة المملكة، إلى العالم، حيث وصف أمير منطقة الرياض هذا البعد قائلاً: إن الملتقى العربي للثقافة والإبداع، لا شك أنه إبداع في حد ذاته، وكونه يقام على أرض الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، التي تفخر أن تكون عاصمة العرب، وتكون منطلق العمل البناء والخلاَّق، لما فيه خير الوطن والمواطن، واصفاً سموه المؤتمر بقوله: إن ما شاهدناه في هذا العمل البناء، له مؤشر صادق على حسن الأداء، والعمل الجيد والناجح الذي نقدره، ونكن له الاحترام، ولا شك أن وراءه رجال عملوا وسيدات عملن معهم، فجميعهم عملوا لخدمة الثقافة والإنسان في الوطن العربي.
أما ثالث رسائل انعقاد المؤتمر، تحت شعار «من أجل السلام ومكافحة الإرهاب» فقد جاء من منطلق (الرؤية) التي اختطها الاتحاد العالمي للشعراء، المتجسدة في الدعوة إلى السلام العالمي، ومكافحة الإرهاب من خلال إبداعية (ثقافية) عالمية، إلى جانب رسالة الاتحاد التي ترفض الإيديولوجيات أي كان لونها، تحقيقاً لرسالته التي تسعى إلى أن يعم السلام والاستقرار العالم، بينما اختط الاتحاد العالمي للشعراء هدفاً صريحاً، وواضح المعالم، الذي يسعى إلى تحقيق نشر ثقافة التسامح والمحبة، بين شعوب العالم، ليعم الأمن والسلام.
كما أن الفنون الثقافية «الإبداعية» قصة ورواية وقصيدة ومسرحاً وغيرها، قادرة على أن تكون قوة (ناعمة) متى ما هيئت له الإمكانات التي تجعل من منتجها الثقافي، رائجاً بمختلف الوسائل التي يحتاجها، لإيصال رسالتها إلى الآخر، إذ إن العولمة اليوم صفة لا يمكن لأي منتج أن يفتقد إلى هذا المقوم أن يؤدي رسالته، وهي الرسالة الرابعة التي على الاتحاد العالمي للشعراء أن يقوم ويقيم مسيرته من محطة إلى أخرى، ما يفترض - أيضا - ماذا بعد إطلاق أطول معلقة للسلام، وتوقيع (وثيقة) الاتحاد العالمي للشعراء من عمل؟ ومن أثر يمكن قياسه؟
أما خامس الرسائل، فقد ظهر في الجهود الفردية من عدد من أعضاء الاتحاد، الذين استطاعوا أن يواصل جهودهم، وأن يتواصلوا مع داعمين (دائمين) لمسيرته العالمية، سواء كان ذلك بالدعم الشرفي، أو الدعم المادي، كما هو الحال في دعم علي آل هادي القحطاني، ومركز فالكو، للاتحاد، في غياب عن دعم المؤسسات الثقافية، إذ جاء ضمن الدعم اللوجستي للاتحاد العالمي للشعراء، دعم جامعة الدول العربية، ممثلاً في أمينها السابق الدكتور عمرو موسى، ثم دعم نبيل العربي للاتحاد.
بينما تأتي الرسالة الأخيرة، حاملة معها (ثغرتان) بوصفهما ستكونان مصاحبتين لمسيرة الاتحاد، أولاهما: الاهتمام بالجانب (التنظيمي) لمناشط الاتحاد، الذي بدوره سيعكس صورة ذات أثر بين أن تكون إيجابية أو سالبة، فيما تأتي الثغرة الأخرى على طرفي نقيض من «عالمية» الاتحاد، التي تحتاج في مقابلها إلى البعد الإعلام، الذي يمكنها من هذا الحضور، إذ يكاد يكون هذا الجانب (الهش) في أحسن أحواله، ما يجعل الرسالة والرؤية على طرفي نقيض في ظل غياب الإعلام عن اتحاد عالمي!