أحمد بن عبدالرحمن الجبير
حبانا الله بنعم كثيرة، وصون النعم وعدم الإسراف والتبذير عدا عن كونه رسالة إسلامية، إلا أنه يعتبر رسالة سلوكية وحضارية وإنسانية، وأن من يقدمون على هذه الخطوة هم أناس مجبولون على حب الخير وفعله، وأن جزءاً من سعادتهم يتم بإسعاد الفقراء، والمساكين والمعوزين، ولأن التكامل الإنساني في المجتمع السعودي، يعتبر تعبيراً عن قيمنا وأخلاقنا، وتحضرنا وتقدمنا في هويتنا الإسلامية.
وعليه فإننا نشد على أيادي القائمين على هذا النهج أفراداً ومؤسسات في (جمعية حفظ النعمة) فحجم الهدر والاستهلاك عالٍ جداً في بلادنا، وعلينا أن ندير ونتدبر هذه النعم، حتى لا يغدو أحدنا شبعان والآخر جوعان، ونفتقد الأمن والطمأنينة، ناهيك عن أنها عملية اقتصادية، فهذا الهدر، والاستهلاك فوق الحاجة، هو جزء من ثروتنا وإمكاناتنا، وفي الدول الغربية، إذا ما طلبت طعاماً يفوق الحاجة قد يشتكيك البعض.
لقد سعدنا بلقاء راعي الحفل أمير منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن بندر، وما شاهدناه من حسن تنظيم في حفل (جمعية حفظ النعمة) الذي أثلج صدورنا، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر، وعلى رأسهم رئيس الجمعية الأستاذ/ عودة العودة، والمدير العام/ محمد الزهراني والشكر موصول لجميع أعضاء مجلس الإدارة، ولكل من شارك في الحفل على الجهود الجبارة والعمل المتواصل حيث أخرجوا الحفل بمستوى مشرف ورائع.
لذا علينا أن نراقب سلوكياتنا، وإنسانيتنا من خلال دعم جهود (جمعية حفظ النعمة) لأن التوجهات السليمة والمتميزة من ولاة الأمر، وما يولونه من دعم ومساندة لبرامج الخير، ودعم مؤسسات المجتمع المدني، وحرصهم على توفير البيئة المناسبة للمواطن من سكن، صحة وتعليم، وأعمال خيرية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، من خلال الجمعيات الخيرية المنتشرة في المملكة، وموافقتهم على إنشاء (جمعية حفظ النعمة).
إن هذه المشاريع الخيرة، وخاصة ما تقوم به (جمعية حفظ النعمة) باتت تمثل إحدى أهم آليات التنمية الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية للوطن والمواطن، وتشجع رجال الأعمال، والشركات على تحمل المسؤولية الاجتماعية، إلى جانب المردود الاقتصادي الكبير المتمثل في الدعاية لهم، وتحقيق مبدأ التكافل، والتكامل والتعاون فيما بينها، وبين المجتمع، والذي يهدف إلى بناء كيان اقتصادي، واجتماعي مترابط.
وهناك الكثير من الأسر الفقيرة يتمنون لقمة العيش ولا يجدونها، وينامون في العراء وهم يعانون من الجوع والعطش، بينما بقايا الأكل في العديد من الحفلات، والمناسبات يرمى في حاويات النفايات، لذا يجب علينا جميعاً أن نحرص على عدم الإسراف والتبذير، وتوزيع الفاضل من الطعام على المحتاجين، والفقراء والمساكين، أو الاتصال (بجمعية حفظ النعمة) لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
هناك شباب سعوديين متطوعين في (جمعية حفظ النعمة) يعملون طوال اليوم، ويقومون باستقبال المكالمات من أصحاب الولائم والحفلات، والتنسيق فيما بينهم، وجمع بقايا الطعام لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، والتواصل بين الطبقات الغنية والفقيرة، والمساهمة في تحريك عجلة الحياة الاقتصادية، وإرساء العدل والمساواة في المجتمعات، وإشاعة الأخلاقيات والقيم الكريمة.
والملاحظ أن الوضع الحالي للمؤسسات، والجمعيات الخيرية متواضع جداً، وغير مرض، حيث إنهم يتخذون من البيوت المستأجرة مقراً لهم، وهناك الكثير من المصاعب، والمعوقات المالية تواجه هذه الجمعيات، فدعمهم ومساندتهم مالياً، ومعنوياً واجب وطني، وخاصة من الحكومة ورجال الأعمال، والميسورين من أبناء هذا الوطن المعطاء، من أجل تعزيز دوارهم الاجتماعي والاقتصادي.
وعليه فإن دعم رجال الأعمال لهذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية، هو تعبير حقيقي عن إنسانيتهم وكرامتهم، وعن واجب وطني مهم نحتاجه دائماً، ونحرص على رعايته، والاهتمام به، وزرعه في نفوس وعقول شباب وشابات الوطن، فالغرب تقدم مسافات كبيرة في العمل التطوعي، والإنساني وجعل من هذه الأمور ثقافة، وتقاليد إنسانية ووطنية سامية، والشكر موصل لجميع المتبرعين في حفل (جمعية حفظ النعمة).
لذا فإننا نتمنى من الجميع دعم جميع الجمعيات الخيرية، وخاصة (جمعية حفظ النعمة) مالياً ومعنوياً، حيث إن هدفهم خيري وإنساني، وخدمة الفقراء والمحتاجين، ونأمل من جميع المؤسسات العامة، والخاصة، ورجال الأعمال والصحافة، والإعلام المرئي والمسموع، وقنوات التواصل الاجتماعي، بذل الجهود، والتفاعل الجاد مع مساعيهم الحميدة والخيرة، لأن ديننا الإسلامي يحثنا على فعل الخير، ودعم المحتاجين.