د.علي القرني
تنظم جامعة الملك خالد ممثلة بقسم الإعلام والاتصال مؤتمرها الدولي الثاني عن (الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات)، وسيكون من أكبر المؤتمرات الدولية التي تعقد في هذا الموضوع/ حيث تجاوزت طلبات المشاركة في هذا المؤتمر أكثر من سبعمائة طلب مشاركة معظمها من خارج المملكة ومن مختلف دول العالم. وهو أكبر مؤتمر يتصدى لمثل هذا الموضوع بشكل علمي وعملي ومن خلال خبراء وطنيين ودوليين وباحثين ومتخصصين في قضايا الإعلام والإرهاب.
وتتلخص أهداف المؤتمر في الجوانب التالية:
1 - التعريف بالإعلام والإرهاب وطرق انتشاره ومظاهر اختلافه بين الدول في المفهوم والمواجهة.
2 - دراسة مخاطر الإرهاب وآثاره في الحياة العامة وعلى المنظومة الفكرية والعقدية في المجتمعات.
3 - استجلاء العلاقة بين وسائل الإعلام وانتشار ظاهرة الإرهاب.
4 - تبيان الاستراتيجيات الإعلامية والقانونية والأخلاقية الكفيلة بالمساهمة في مكافحة الإرهاب .
5 - إبراز دور القيم الدينية والأخلاقية والقانونية والثقافية في مواجهة الإرهاب والحد من انتشاره.
ومحاور المؤتمر تعكس مختلف جوانب الموضوع، وخاصة ما يتعلق بتوظيف الجماعات الإرهابية لشبكات التواصل الاجتماعي في التجنيد والشحن والتضليل الفكري والديني، كما أن «صناعة الأتباع» التي تتبعها داعش على سبيل التحديد هي موضوع في بالغ الأهمية سيتطرق له المؤتمر بشكل علمي ومن خلال خبراء إعلام ومتخصصي مجال الجماعات الإرهابية من الوطنيين والدوليين .. ومؤتمر الإعلام والإرهاب سيكون حلقة نوعية من سلسلة المؤتمرات الدولية التي تتعرض لهذا الموضوع، نظرا للحشد الكبير الذي سيأتي من داخل المملكة ومن خارجها للمشاركة في هذا المؤتمر الكبير.
والمؤتمر سيشارك فيه خبراء دوليون ومراكز بحثية سعودية وخليجية وعربية ودولية، إضافة إلى مشاركة قنوات إعلامية عربية ودولية للتعرف على آليات تعاملها مع قضايا الإرهاب، فمن المعلوم أن الإعلام هو الذي ينعش الإرهاب من خلال نشر وبث العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أوربا أو غيرها من دول العالم، ولهذا فإن هذه الجدلية ستكون محور نقاش بين الإعلاميين وبين خبراء الإرهاب.
كما أن المؤتمر يتطلع الى مشاركة منظمات أممية لها مكانتها الإقليمية والدولية ولها دورها الإستراتيجي والتنظيمي في مكافحة الإرهاب، وسيكون لمشاركة هذه المنظمات بعد التنسيق مع الجهات الداخلية في المملكة دور مهم في اضفاء جانب مهم على موضوع الإعلام والإرهاب، كما أن المؤتمر سيتعرض لتجارب عربية على وجه الخصوص في دور الإعلام في مكافحة الإرهاب من مصر والجزائر والمغرب وغيرها من الدول. وهذه إسهامات مهمة تعكس التجارب العربية والدولية في هذا الشأن.
ولن يقتصر المؤتمر على جلسات البحوث والأوراق العلمية والجلسات النقاشية، بل يتعداها إلى معرض مصاحب تشارك فيها مراكز ومؤسسات سعودية معنية بموضوع الإرهاب، يتصدرها جناح خاص عن جهود المملكة في مكافة الإرهاب، اضافة الى أجنحة لمؤسسات سعودية معنية بهذا الموضوع. كما أن المؤتمر سيضم معرضا تشكيليا للوحات فنانين تشكيليين يعرضون لوحات لها علاقة بالإرهاب، وكذلك معرض للرسومات الكاريكاتيرية التي تناولت موضوع الإرهاب، إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية التي رصدت العمليات الإرهابية في المملكة من خلال ما نشر عبر وكالة الإنباء السعودية او الصحف السعودية، إضافة إلى عرض بعض الأفلام الوثائقية عن موضوع الإرهاب.
وأخيرا فإن المؤتمر الدولي الثاني (الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات) سيعمل بديلا عن التوصيات على إصدار مسودة إعلان عالمي عن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب، وهذا من شأنه أن يرفع سقف الإهتمام الدولي بمثل هذا المؤتمر، ويضعه على أجندات المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والأممية في العالم.
وجامعة الملك خالد نجحت قبل عامين في مؤتمرها الدولي الأول الذي تناول موضوع (الإعلام والإشاعة) ولقى صدى وطنيا وعربيا ودوليا كبيرا، ومؤتمرنا الثاني عن (الإعلام والإرهاب) سيكون بأفضل المستويات التنظيمية التي تجندها الجامعة في خدمة مثل هذا المؤتمر الذي يتناول موضوعا من الموضوعات المهمة للمملكة. ويعقد المؤتمر بحول الله خلال الفترة 7-9 ربيع الأول 1438هـ الموافق 6-8 ديسمبر 2016م. كما أن دولية المؤتمر تحتم أن تظهر من خلال ترجمة فورية لوقائع وفعاليات المؤتمر الى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما من المتوقع ان يتم نقل فعاليات المؤتمر عبر قنوات سعودية وعربية. ويسعدني كنائب رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر رئيس اللجنة العلمية أن نتلقى على ايميل المؤتمر أي مشاركات أو ملاحظات من شأنها أن تفيد في مزيد من جهود النجاح لهذا المؤتمر الدولي (con.masscomm@kku.edu.sa).