إن تنظر إلى عنوان جمعية خيرية في محيطك فبوصلة تفكيرك تقرأ ما يدور داخل المكان أن هناك واردات تأتي وصادرات توزع عينية ونقدية... هذه هي الخيرية التقليدية في جمعيات برنا... وهي عمود العمل الخيري ومن أجله أنشئت هذه القلاع الخيرية في أرجاء الوطن لإدخال بسمة على طفل بائس وأب مكلوم وأرملة محتاجة.
صناعة الخيرية اليوم لم تعد محصورة في الحقل الرئيسي وحسب!! لكن هناك ثورة خيرية أطلت علينا بفكرة جديدة ومبادرات جميلة ونوافذ اجتماعية.. لا تعطي المال والكساء والغذاء... لكنها تطور الفرد وتصقل المهارات وتهذب النفوس وتحرك المياه الراكدة... إنها صناعة التدريب وثورة التطوير الهادفة إلى إيجاد مواطن بثقافة جديدة ونافذة لمقاومة التحديات... ونشر القناعات الإيجابية وصراع الجمود وتعزير التفكير السليم وإطفاء السلوك السلبي.
جمعية البر بالرس مؤسسة خيرة كانت ولا تزال تولي التدريب أهمية قصوى لكن حاضراً تشهد صناعة تدريب بمقاييس مرضية وفعالة.. تزامن هذا التوجه بعد أن استقبلت هدية خيرية مستديمة عبارة عن وقف عمراني للشيخ منصور القثامي رحمه الله ليكون مركزاً للتدريب بقسميه ( الرجالي - والنسائي ) فكان هذا ميلاد أكبر مركز تدريب خيري بمنطقة القصيم... وبالفم المليان شكراً وتقديراً لمن صنع الفكرة وعززها وقبل هذا للداعمين لقناعتهم بأهمية هذا المجال الخيري.
إن مجلس الجمعية وإدارتها قد أحسنوا صنعاً في إحداث إدارة للتدريب بقيادة الأستاذ أحمد محمد الجدعي وفريق عمله الذين كانوا نعم الرجال وفي مكانهم المناسب... عرفوا فن التسويق للدورات التدريبية درسوا المعوقات والسلبيات وعملوا بأسباب النجاح والتميز وفقوا في اختيار الموضوعات والعناوين المستهدفة... وقبل هذا استقطاب الكفاءات القادرة على إشباع تطلعات المتدربين والمتدربات ناهيك عن إضفاء جو من الراحة والمتعة والتقنية الحديثة.
شرفت بحضور دورة بعنوان (مهارة الاتصال والتواصل الفعال) كانت نواة البداية ومرحلة التدشين لقاعة أنيقة.. وقبل هذا محاضراً أبدع في الطرح والحوار والنقاش أنه المدرب المستشار أمجد الجوهري وكانت تلك الخطوة بالتعاون مع أكاديمية الحنطي بعنيزة... إن قافلة الدورات لن تتوقف وأرى بالأفق عناوين جذابة وخطوات محسوبة... أرجو أن تستمر ثقافة التدريب الخيري عنوان بارز يساهم في توعية المجتمع وتهذيب السلوك وإكساب جيل الشباب المزيد من المهارات وما يرفع كفاءة إنتاجهم وتفكيرهم... وإلى اللقاء.
- محافظة الرس