يعاني المجتمع كثيرا من ضياع بعض الشباب بل عدد كبير منهم وهذا أمر ملحوظ نراه على أرض الواقع ولاشك بأن لذلك أسبابا كثيرة لعل من أجلها وأهمها :
أولاً: عدم اهتمام الكثير من المدارس بالتربية وتغليب جانب التعليم على ذلك وهذا مشاهد وملحوظ داخل المدارس، نعم هناك اهتمام بجانب التعليم لكن جانب التربية وللأسف الشديد مهمش إلا عند ثلة قليلة من المعلمين، إذ قلما تجد معلما يهتم بالتربية وبإنشاء جيل يتربى تربية سليمة ناجحة.
ثانياً: الآباء وما أدراك ما الآباء ؟! الذين يتحملون المسؤولية العظيمة والجزء الأكبر من ضياع الأبناء بترك الحبل على الغارب لهم، والبعد عنهم وعن تحمل مسؤولية تربيتهم وإيجاد فجوة كبيرة بينهم وبين أبنائهم، بل أحيانا يضيعون بسبب قسوة الآباء، وترك أمر التربية للأمهات المسكينات اللاتي يبذلن الجهود لكنهن لايستطعن وحدهن القيام بذلك لصعوبة التربية وإن نجحت بعضهن بالتربية، وأحيانا بتدليلهم مما جعلهم ينشؤون ضعافا في كل شيء.
ثالثاً: إهمال المجتمع لموضوع تربية الشباب بنبذهم وتوجيه النقد لهم دون التقرب إليهم وتوجيه النصح لهم، وكم رأينا من يستهزء بهم ويدعو عليهم بدلا من الدعاء لهم والتقرب منهم، وأمر الشباب والعناية بهم يحتاج لتضافر الجميع على حد سواء كل حسب مجاله، ولا نستغرب حينما ينشأ جيل يتربى على الخنى وعلى الفسق والفجور، وإن سلم من ذلك لن يسلم من تتبع الموضات، أو الانحراف الفكري وهذا أمر شاهدناه وعانينا منه كثيرا.
رابعاً: قلة المحاضن التربوية المؤثرة التي تعنى بهم وبما يحتاجون نعم هناك محاضن لكنها قليلة وبعضها لايؤدي الغرض ولا يقوم بواجبه كما ينبغي.
خامساً: فشل البعض من أفراد المجتمع وجماعاته في إجادة فن التعامل معهم ابتداء من الآباء ومرورا برواد التعليم وانتهاء عند المربين والمصلحين من الدعاة والعلماء.
فهيا جميعا لنكون يدا واحدة وصفا واحدا لتوجيه شبابنا التوجيه السليم على الطريق المستقيم والعقيدة الصافية والوسطية في كل الأمور لنراهم بإذن الله أعضاء فاعلين ولدينهم ووطنهم نافعين، وهذا ما نتمناه ونرجوه ونتطلع إليه، وأسأل الله أن يهدينا وإياهم للطريق القويم وينفع بهم الأمة والوطن.
- الرس