«الجزيرة» - ناصر السهلي:
تحت رعاية معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى وبمشاركة عدد من الجهات الخارجية ومعاهد اللغة العربية في الجامعات السعودية، دشن وكيل وزارة التعليم للبنين د. عبدالرحمن بن محمد البراك صباح أمس الثلاثاء ورش العمل التخصصية للمشروع التعليمي الحضاري لدعم الثقافة الإسلامية واللغة العربية تعلماً وتعليماً في الدول الشقيقة والصديقة والتي تنظمها وزارة التعليم بقاعة الملك سلمان بن عبدالعزيز في مبنى الوزارة.
وثمن د. البراك في كلمته الافتتاحية اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في بعض الدول الشقيقة والصديقة مؤكداً على جهود المملكة الحالية المتمثل في افتتاح عدد كبير من المدارس والأكاديميات السعودية في الخارج وإرسال البعثات التعليمية لبعض الدول، وتطرق البراك إلى أهمية إقامة هذه الورش التي تنطلق من الدور الهام الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية والمتمثل في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وحاجة تلك الدول لنشر للدعم في تعليم اللغة العربية وتعلمها.
وأضاف: إن مكانة المملكة الدينية والتاريخية يحتم عليها التوسع بدعم التعليم في بعض الدول المحتاجة للدعم التعليمي لافتاً إلى أن المدارس السعودية والأكاديميات في الخارج تتلقى طلبات من الدول الشقيقة والصديقة لتعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية لغير المنتمين لها وهو ما يؤكد أهمية هذا اللقاء وعقد هذه الورش التي تتطرق إلى مجالات عمل المشروع وتطلعاته.
وحث د. البراك الجهات المشاركة من خارج وداخل الوزارة للعمل على إنجاح هذا المشروع الحضاري التعليمي بما يخدم اهتمام وتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً في ذات الوقت أن برنامج ورش العمل التخصصية يأتي متوافقاً مع رؤية المملكة 2030م والتي جاء في أحد مرتكزات نجاحها العمق العربي والإسلامي.. مشيداً بدور المملكة في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية وتقديمها للعالم بمنهجها الوسطي المعتدل الذي يقدم سماحة الدين الإسلامي، وقدم البراك شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها ومساندتها لبرامج وزارة التعليم في أداء رسالتها في الداخل والخارج ولما تحظى به المدارس السعودية والأكاديميات في الخارج تحديداً من اهتمام وعناية ودعم ومساندة، كما قدم شكره لمعالي وزير التعليم على موافقته على إقامة البرنامج ودعمه ورعايته وللجهات الأخرى من خارج وزارة التعليم على تلبية الدعوة والمشاركة في هذا البرنامج.. متمنياً أن يخرج المشاركون بتوصيات تحقق الأهداف المنشوده.
من جهة أخرى أكد مدير عام المدارس السعودية في الخارج د. عيسى الرميح أن برنامج الورش شمل خمسة اتجاهات حيث تناقش كل ورشة اتجاهاً مستقلاً ففي الورشة الأولى نناقش مجالات عمل المشروع وتطلعاته، فيما تناقش الورشة الثانية تسمية الدول المستهدفة بالمشروع، والورشة الثالثة تحديد الإمكانات المتاحة لدعم المشروع، والرابعة اختيار منهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ فيما تختتم الورش بمناقشة فرص النجاح والعوامل المساعدة للمشروع.
وأوضح د. الرميح أن الهدف من البرنامج بشكل عام هو إيصال وإيضاح رسالة المملكة ممثلة بحكومة خادم الحرمين الشريفين لإيصال اللغة العربية لكافة أقطار العالم خاصة أن اللغة العربية أصبح لها اهتمام خاص.. وكشف الرميح عن أن الكثير من طلبات تعليم اللغة العربية ترد على المدارس والأكاديميات السعودية في الخارج من دول متقدمة ودول أخرى أقل تريد أن تنهض بتعليمها لغير الناطقين بها.
وأضاف: إنه سيتم بلورة هذه الورش والخروج بتوصيات ورفعها لمعالي وزير التعليم، ومن ثم للمقام السامي وفي حال اعتمادها يأتي دور البرنامج التنفيذي المتكامل لدعم الدول الشقيقة والصديقة في مجال اللغة العربية والحضارة الإسلامية
وبين د. الرميح أن مشاركة أكثر من جهة حكومية في هذا البرنامج يؤكد على دور تلك الجهات في مشاركة وزارة التعليم لتقديم أنواع الدعم لتلك الدول.. مشيراً إلى أن من أبرز التوصيات التي خرج بها برنامج ورش العمل التخصصية هو الشمولية في الدعم والمساندة للمشروعين التعليمي والحضاري في الدول الشقيقة والصديقة، واستهداف الدول المعنية بطلب ورغبة منها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وزاد أن هذه الورش التخصصية تأتي تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والتي تؤكد على مكانة المملكة الدينية والتاريخية والجغرافية.
إثر ذلك انطلقت ورش البرنامج، حيث تطرقت الورشة الأولى إلى مجالات عمل المشروع وتطلعاته وذلك باستعراض عدد من النماذج كالتوسع في افتتاح الأكاديميات السعودية في الخارج، وإنشاء المدارس والمعاهد وإدارتها، والإشراف عليها، وتأمين مستلزماتها، ومناهجها، وتشغيلها بصورة كاملة.
وتطرق النموذج الثاني والثالث والرابع إلى مناقشة الإشراف العام على عدد من المدارس والمعاهد القائمة التابعة للتعليم أو الجمعيات المعترف فيها في الدول المستهدفة وذلك من خلال إيفاد معلمي التربية الإسلامية، واللغة العربية لتلك المعاهد، وإعداد مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية وطباعتها، والإشراف التربوي وتطوير عمليات التعليم والتعلم، والتعاقد مع المتميزين من خريجي الجامعات السعودية من مواطني الدول للعمل في أوطانهم، والتدريب التربوي وتقديم البرامج والحقائب التدريبية، فيما ناقشت الورش عبر النموذج الخامس البرامج التوعوية والتعليمية من خلال إقامة دورات متخصصة في تعليم اللغة العربية وأخرى في التعريف بالقيم الإسلامية وترسيخ العقيدة، وفقه العبادات، في قرى ومدن البلدان المستهدفة بالإضافة إلى تقديم دورات تربوية للمعلمين في كافة التخصصات.. بعد ذلك تدوولت الآراء والنقاشات والمقترحات من ممثلي الجهات المشاركة للخروج بأبرز التوصيات.
فيما ناقش المشاركون في الورشة الثانية تسمية الدول المستهدفة بالمشروع، وعددت الورشة أبرز معايير تسمية الدول المرشحة للمشروع كاحتياج الدول للدعم التعليمي حسب الأهمية والأولوية، وتدني المستويات التعليمية والاقتصادية في بعض الدول الإسلامية والعربية، وحاجة الدول لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل القائم على التواصل والحوار والتعايش والتسامح بالإضافة إلى رغبة تلك الدول في نشر اللغة العربية.
كما تطرق المشاركون في الورشة الثالثة والتي جاءت بعنوان تحديد الإمكانات المتاحة للدعم في الجهات التابعة لوزارة التعليم لاستعراض أهم ما يمكن تقديمه من خلال الجهات التي يتبع لها المشاركون أو الجهات الأخرى وربط ذلك بالمجالات المحتملة للمشروع، بالإضافة إلى تحديد حجم ومستوى الدعم المطلوب لكل مجال والجهة المعنية بتقديمه في الوزارة ومدى الجاهزية ، فيما تناولت ورشة العمل الرابعة التعريف بالبيئة المستهدفة في الدول والأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج، واستعراض مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من قبل الجهات المشاركة.
في حين قدمت ورشة العمل الأخيرة تعريفاً بفرص النجاح والعوامل المساعدة للمشروع، واستعرضت أسماء الدول المحتملة للمشروع في ضوء توصيات الورشة الثانية.
يشار إلى مشاركة ممثلين لوزارات الداخلية والخارجية والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد ورئاسة الاستخبارات العامة ورابطة العالم الإسلامي بالإضافة إلى عدد من الجهات والإدارات داخل وزارة التعليم.