المنامة - فايز المزروعي:
أكد وزير الطاقة البحريني الدكتور عبدالحسين ميرزا، أن تخمة معروض النفط جاءت بشكل رئيسي جراء زيادة معروض الدول المنتجة من خارج أوبك، وخاصة النفط الصخري الأمريكي. وأوضح أن70% من زيادة الإمدادات من خارج أوبك خلال 2015م جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية التي ارتفع إنتاجها الأمريكي إلى 9.3مليون برميل يوميا في ديسمبر الماضي، كما ارتفعت حصة النفط الصخري من الإجمالي من 41.7% إلى 46.4% خلال الفترة ذاتها، حيث أدى عدم استقرار سوق النفط إلى الغاء مشاريع عديدة على مستوى العالم في 2015م.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير ميرزا، أمس بالمنامة ملتقى «انخفاض أسعار النفط وتأثيره على اقتصاديات مجلس التعاون» بمشاركة مسئولين ومختصين في مجال النفط والغاز والطاقة لمناقشة تحديات القطاع في الوقت الراهن، وسياسات الطاقة، وآفاق القطاع والخيارات التمويلية المتاحة للمؤسسات العاملة في المنطقة.
وقال ميرزا: هناك أوجه تشابه بين العوامل الحالية المؤثرة على الأسعار ونظيرتها التي كانت سائدة إبَّان أزمة الثمانينات من حيث الزيادة في الإمدادات النفطية من خارج دول «أوبك» والتي لجأت حينها لمعالجة الوضع بخفض إنتاجها سعياً لاستعادة استقرار السوق والحيلولة دون انهيار الأسعار، وترتب على ذلك خسارة جزء كبير من حصتها في السوق التي انخفضت من 42.6% في1980م إلى 27.2% فقط في 1985م. وأضاف: على الصعيد العالمي فإن النفط سيبقى المصدر الرئيس في مزيج الطاقة العالمي على مدى السنوات الـ25 المقبلة، كما يتوقع أيضاً توفير الطاقة لنحو 53% من مزيج الطاقة العاملي بحلول2040م والذي يتوقع أن يصل إلى110مليون برميل يوميا مع احتمال وقوع استثمارات ضخمة في المستقبل تقدر بـ10 تريليونات من الآن حتى2040م، وهذا يعني أن أعضاء «أوبك» سيواصلون الاستثمار في تطوير طاقة إنتاج جديدة والعمل على صيانة الحقول القائمة وبناء البنية التحتية اللازمة، بالاستثمار في صناعة التكرير وبناء المصفاة في المناطق ذات الطلب المتزايد».
وتابع الوزير: التنمية الاقتصادية في دول المجلس مرتبطة بشكل مباشر مع أداء قطاع النفط وعوائده التي تدعم الإنفاق الحكومي واستدامة المستوى المعيشي، منوهاً بضرورة التفكير في استراتيجيات جديدة للتعامل مع التراجع المؤقت للعائدات النفطية، بالإضافة إلى إلقاء نظرة فاحصة على تجنب الإنفاق الغير منتج.